١٢/٢٥/٢٠٠٨

عنــــك ِ


أعـددتُ لكِ فنجان القهوة
فنجان قهوة ٍ ساخنه ..
القهوة ُ بردت و ما جئتِ


وضعتُ وردةً في كأس ماء
وردةٌ حمراء .. حمراء
الوردةُ ذبلتْ .. و ما أتيتِ

كلّ يوم ٍ أفتح ُ النافذة
فأرى الأوراق َ تتساقط
وَ المطر ينهمر
وَ الطيورُ تـئن
وَ البشرُ يعبرون
وَ لا أراكِ


تعـوّدتُ
أنْ أعدّ القهوة كل صباح لـ إثنين
أنْ أضعَ وردةً حمراء في كأس ماء
أنْ أفتحَ النوافذ للريح وَ المطر وَ الشمس وَ البشر وَ الطيور

تعـوّدتُ أنْ أنتظــركِ دون يأس .

في عيد المــيلاد




أشعلُ سيجارة ً لـ صـديق

أشعلُ أمنـية ً لـ قلبيَ البارد

أشعلُ النورَ لـيمرّ الماضي

أشعلُ النارَ في أوراقي

أشعلُ شمعة ً من أجلك

....




كي لا تنطــفىء حياتي

١٠/٢٩/٢٠٠٨

أيــّها العــــــــالم

أيــّها العـالم .. ، أيـّها العــالم

أنا ابنك المُدلل .. ، ابنك اليتيـم ُ.. ، الحزينُ .. ، الوحـيدُ .. المنبــوذ ..

ابنك الذي يفتقـــُدك وَ يبحــث عنك ..

ابنك الذي يـــراك وَ يــهرُب منك ..

لكــنني .. دائماً ، افـــتحُ لك الباب وَ قـــلبي ، لأقــول تعــالَ

تعــالَ قبـّـلني .. قبــّلني .. قبــّلني

هذا هو جـسدي .. نحــيلٌ وَ مــُكركبٌ و محمــُــوم ..

هــذه يــدي .. و هاتان عيناي

وَ هـذة روحــي .. فارغة ٌ من كلّ شيء .. ممــتلئة ٌ بكــل شــيء

لا شــيء يستطــيع احتوائها .. حــتى أنت ، حــتى أنت أيـّـها العالم

وَ أنا مـِــلكـُـك .. أنا جــوادُك الخـــاسر

أنطــلقُ وَ أنطــلق ُ.. و َ أنطــلق ْ

وَ أخـــيراً .. إلى اسطــبلاتك أعــــود ..


تعــالَ .. تعــالَ إلـيّ أيــّها العــالم ..

١٠/٠٦/٢٠٠٨

27 ...





عن ماذا أتــحدّث .. بعدَ سبعةٍ وَ عـشرين عاما ً ؟

ســبعة ٌ وَ عـشرون حَجرا ً في بــِركــَــه ..

سـبعة ٌ وَ عـشرون جـُـثة ً في مقــبَرة ..

تعـبتُ منَ الكـلام وَ القـلب المَكـشوفْ وَ الديون وَ العائلة وَ العمل وَ الانتــظار ،

لكنــّي لم أتعب من الـحُلم بالحريَّة ..

وَ ها أنذا أحلم بشيء آخـر أو أكثر قليلا ً:

أنْ تبقــى صديقي ..

و أنْ ألفَّ ذراعا ً حول كتفك

وَ ذراعا ً حول كتف العالم ..

و أقول للقمر:

صَوِّرْنا!


البـُــؤسْ ..




تحتَ أسـِـرّة الغرباء القادمينَ من الريف .. في لوكندات " التحرير " ،

في زوايا شارع " القــَصْـر" .. بينَ بقايا القات الذّابل ..

في الفِكرة الضّائعة من خيال مجنون على النّاصية ..

في الكوَابيْس ..

بين زحـَـام ٍ وَ مـَـطر ..

في المقابـــر ..

في ذكــريات رجل ٍ عجـوز وَ وحيد ..

في دفـتــَر مراهق ٍ خائب ..

في الكلمات النـّابيَه ..

في عــود ثقابٍ تـُشعِلُه يـَـدٌ وَ يُطفِئــُه هـَـواء ..

في هُــموم مُومـس ٍ يضربُها قــوّاد ..

في عــُواء كلبٍ شــارد ..

في ظِلال ِ رجل ٍ يــسيرُ دونَ أصدِقاء ..

في وجـْـهِ طفلــةٍ تمــوتُ من الملاريا ..

في قلق ِ سَارق ٍ لم يستـَطع فتحَ بَاب ..




في زَوَايا شارعِ " القصْر " .. بينَ بقايَا القات الذابل





في زحــام " شارع القصر " ..
كـَـتفٌ يرتطم بي ..
وَ يعــبر .. ،
يأخذ معه رائحة خـمر البارحة
و عيناي المليئتين بالدمــوع ؛



٨/٢٩/٢٠٠٨

نعــم .. ؟

" أعـيشُ كـعهْدك بي
أتنزه متأمـّلاً
أستقلّ القطار وَ السفينة وحيداً، بلا تذاكر
أتبضّـعُ من دون مساومة
وليلاً في البيت مسترخ ٍ علـى سـَريري
(حبّذا لو إستطعتُ أن أفتحَ النافذة، حينما أشعرُ بالملل)
آآآه ... وبي رغبةٌ بين الفِينة وَ الأخرى
أنْ أحكّ رأسي، أقطفَ وردة، أصافحَ يداً . "









*


" من الطبيعي أن أضلّ الطــريق ، لأنّ الصواب كان يحــيط بي من كلّ جانب "
(بول نيوماان)


*



.. وَ بولس في رسالته يقول : لا أحد يقدر أنْ يدخل التجربة من دون ابن الرب ؟

ولكني دخلتُ التجارب بمفردي .. وَ عند كل تجربة أمرّ بما مرّ به هنري ميللر في روايته الغريبة : " ثلاثية الصلب الوردي " في الجزء الاول , يتمرد ميللر على كل شيء و يَهرب خارج المدينة .. يعيش في البريّة و يتنقل بواسطة مركبات الشحن و لكن - و رغم كلّ ذلك - في عمقه فكرة تقول : " سوف أرجع إلى قبوي , زاوية من القبو و لو جلبتْ زوجتي العاهـرة عشيقها سوف أسكت و أتظاهر أنـّي لا اسـمع ؟؟.
فقط أريد جدران تـحميني و دفء و بعض الفتات ؟"
.

حــسناً ، السؤال " البسيط " هو : ما معنى التجـربة و التـمرّد مع وجود هذه الفكـرة؟

٨/٠١/٢٠٠٨

ســـمسم و حـــَمــد ...





يا ســــمسم ...

هــــل دخــــلنا الباب الخطأ ؟ ..


.:. يا ’ حـَـــمَـــد ‘ ، أتــــذكـُُر ؟

٦/٠٢/٢٠٠٨

مـــطرٌ لا يعــني أي شيء

لا تــزال تــُمطر ، بسبب غـيمة ٍعلى الأرجح* ..، غــيمة ٍ واحـدة .. كــبيرة وَ رمادية ، ثقيــلة حــتى أنهــا لا تــكاد تتحــرك من سمــاء هــذه المدينة منـذ عشــرة أيام . الحــيّاة سيئة لـدرجة أنّ الواحد لا يستطــيع ، في مثل هذه الظروف ، أن ينتظر توقف المطــر لكي ينام .
بــُرجي ، السرطان ، مائي - مثل وديع سعادة - لكــنّي لم ألاحظ أبــداً كوكبـاً في الفضاء يذوبُ و يســيلُ هنا أمـامي !

قبل أسبــوعين تــحركت أصبع الله - خطأ ً - و دفـنت في ارتباكهـا مــُدناً كانت تنتظــرُ الغسق بين الجــبال .
.. في لحظــات كان كلّ شيء قد اختفى .. الجــسور التي تــُسلــّـي النهــر ، شــرفاتُ الفلاحين المزيّنة بالخيزران ، العمــارات التي بناها مقاولون صــغار و غشاشون ، مــدارس الفقــراء التي تـُعــلق في غرفها صِــور ’ مــاو ‘ .. حــيواناتٌ هزيلة و طــيورٌ مع أقفاصها .. و أيضا ً بـــشرٌ كانوا يفكـــرون في سبب انحبــاس المطر عنهم و باتـوا تلك الليلة ، و اللــيالي الكثيرة ، التي قبلها ينتظرون وصوله . وصل المــوت فجأة وَ هم نـيام .. دون أن يتركــوا نظــرة أخــيرة و بدون أن يُمـسكوا بأيدي أحبائهم .

ســبعون ألفاً ، دون حــروب و ضجيج .. بضربة واحــدة و بدون ثرثــرة كثيرة ، هكــذا هي أخطــاء الآلهة .. جســيمة و مدوية .

أنا أعــرف أنها ستمــطر هكــذا طويلا ً، لتــذرف دموعــهم ، بهذا التثاقل و الأنين لتزرع أشــواقهم على الجانب الآخــر و لتفرّق نثاراً من غبارهم على العالم ؛ أعــرفُ - أيضاً - أنّ هــذه الغيمــة هي دمعـة الله ، و أنني أبداً لا أستطــيع أنْ أرتاح فـي هذا المـَـطر .





*= وديع سعادة - بسبب غيمة على الأرجح

Dalida - حين يـقتل الصخــب الرغبة في الحياة

Dalida - Love in Portofino


داليــدا ، الإيــطالية الأصل .. مواليد شــُــبرا عام 1933 م .. أيام كانت القاهرة أمّ الدنيا .. و شــبرا - حينها - تحديداً هي الدنيا . هاجرت إلى فرنسا في الـ 1954 م .. إلى باريس التي كانت تحلم بها و هناك خلال أقل من عامين صارت داليــدا أيقونة " الملاك الأرضي " . المئات من الأغاني المدوّية التي أحدثت ثورة في الغناء الفرنسي .. الكــثير من الجوائز العالمية .. الأفلام ، شــُــهرة ٌ طاغية و حضــورٌ لم يـُعرف مثيـله .. أزواج وَ عشــّاق وَ وحدة وَ أحلام مكســورة و عالـــم ٌ خاو وَ مرعــب - طبعاً لأنّ هذا العالم عــبثيٌ في حقيـقته - .. .

.. و في ليلــة الثاني من مايو 1987 م قررت " دالـــيدا " ، المتعبة و اليائسة من حياة لم تعد تعني لها أي شيء ، أن تنام إلى الأبــد . صار عالمها أكــثر صخباً مما تحتــمل . تركــتْ لعــشـــّاقها الأبديــين دهشـة لم تنتهي و حــسرة ً لم تــزل وَ .. ورقة صــغيرة كتبت فيها :

" Forgive me, life has become unbearable for me "


هنا واحدة من أجمل أغانيها .. ، أجمل أغنية حبّ في أجمل قرية في الريفيرا الإيطالية .. " بورتو فينو " ..




٥/٢٧/٢٠٠٨

شــيء وحــيد و قـــديم و .. و غــير ضروري




ثمــّة لحظات تمــرّ في حياتنا جميعاً .. ندرك عند حدوثها أننا سنقضي فترة طويلة جداً دون أن ننساها .

ثمــّة مطــرٌ حزين يهطل الآن .. خيال برق ٍ يومض خلف الستائر و يجعل ظلام هذه الغرفة الصغيرة خانقاً ؛ كــم هو مــُــفزع أن تكـون مريضاً على فراش ٍ لا يعــرفك و في مــدينة لا تعنــي لك أي شيء ، وحـْـدك .. بعــــيداً ، لا أحـــد هنا ليرجــوك أن تتــذكر دوائك .. ليخــبرك مثلا ً أنــّها حمــّى عابرة و زكــام . أن يمــسح عرقك البارد و يُحــضر لك ديــوان " كفافيس " البعــــيد هناك داخل حقيبتي .



حــــتى هي ، لا تكــون هناك عندما أحـتاج أن أشعــر بالقـليل من الخوف عليّ .



حـســناً .. ،

أعــود للكتابة هنا ، و هذا يعني أيضاً الكتابة في أوراقي البيضاء ، لأنني أشعــر بالإختناق ..

كنتُ راغباً في التوقف عن الكتابة ، عن التخَـفف من احترازي .. عن وهمي في تحويل مخاوفي و انكساراتي و رُعبي إلى عوالم لغوية محمولة على متخيّل كتابي . الكتابة لا تسكـنُ في الحياة ، مسكنـها في مكـان آخر .. على الحــافة ، في المتوهّم ، كما يقول حبيبي "وديع سعادة" . و كنتُ قد ضقتُ الوهم و أرهقني الوقوف على الحــافة .

لم يكــن هناك ما يُـكتب .. .

٥/١١/٢٠٠٨

وداعــــا ً للكتابة .. وداعــــا ً للأصدقــــاء الجــيّدين

أنـا أتــوقف هنـا .. .

㍽㌢㈈

٥/٠٢/٢٠٠٨

يـــــــا ...


أنا بائـــسٌ ، وأحببتكِ ..

البؤســاء لا يـُـــتركـون دون وداع ، هذا حقــــّـهم .

٤/١٢/٢٠٠٨

There ....!



Photo is deleted by ME



٤/٠٩/٢٠٠٨

أنــا في اسطـنبول .. !

لن أكــتب .. لن أقــول أي شــيء ، فقــط سأحتضن المــدينة مـن شــرفتي .. مـن بــداية الإستقلال .. أو مـن باخرة تقطــع البسفور ، و أنتقــم لـ حــرماني .

٣/٢٠/٢٠٠٨

ســأفعل أشيــاء كثــيرة




صـباح الحيــاة أيـّها العالم
أهلاً .. أيتها المدينة :
خمسون عاماً منذ أن نفيتُ إلى الصحراء ،
و ها أنا أعود اليوم .. خاتم الســحرة في يدي ، الآن ،
صباح الخـير أيتها المدينة :
أيـّها الرجل العجوز .. تخبئ فمك الفارغ خلف جريده .. تجلسُ في حديــقة Macka و تـُلقي الحَبّ للطيور لتنسى وحدتك .. ، سأجعل منك موقفاً للأتوبيسات .

يا ماسحي الأحذية .. لن يفيد اختبائكم خلف مقـاعد ‘ التقسيم ’.. سأحوّلـكم إلى جرذان .

أيتها النوارس .. البواخر تعرف طريقها بين الضفتين ، لا داعي لأن تمثــّلوا دور المرشدين ، كــونوا عصافير مهاجرة .

يا بائعة الفواكه في آخر الشارع .. أتذكر عينيك الخضراوين ، هل أجعلك حورية بحر ؟

أيّــها اللوطيون .. هــــــااااه ، احلقوا ذقونكم جيداً ، ستكون الـ ‘ تشيشك باساج ’ مغارتكم الجديدة .
سلــيمان آغا ، يا مـلك الـ ‘ توب هانه ’ ، كـنت تعتقد أننـا طيبون و نصدّق أنـّــك صديق شخصي لـ مصطفى كمــال ، أعرف تماماً أنك نكـِـرة ، لكنّي سأجعلك تعيش مائة عام أخرى و يخلّد اسمك .


يا فتيــات الثانوية ، التنانير القصيرة المقلــّـمة ستكون رايـة الدولة الجديدة ، ارفعــوا الأعلام !

يا كــلّ الضالين وَ مدمني الكونياك الرخيص .. أيّـها المتشردون و عازفي الموسيقى في جادّة الاستقلال .. يا من طردكم أعمامكم و إخوتكم لأنكــم تافهون ...
يا أًصدقــاء :
ها أنــا قد عــُدت ، إغتسلوا .. سأفتح لكم كل ّ بوابات المدينة صبـــاح الخير أيتها الحياة ..
صبــاح الخير يا إٍسطنبــول .

٣/١٧/٢٠٠٨

أحجارُ ذلك القوس




هذه هي سُـــرّة اسطنبول

القوسُ المشروخ الذي يقسم الطريق الضيّق بين السلـيمانية

وَ معهد اللغات ..

من هنا ، مرّت مواكب أباطرة بيزنطة ..

فيالق الإنكشارية التي أطلقها محمــّد الفــاتح مع الفجــر ..

الهاربات من حِرمْـلك ’ الطوب كابي ‘ باتّجَـاه الإنكسارات العميقة ..

مــرّ مصطفى كمال وَ هو يُلاحق دراويش المَولَويّة ..

مــرّت جموع اليسار التي تاهتْ بينَ الرّصاص و السّجون ،

من هنـا ، أيضاً ، تسلّل شُطّــار وَ أغوات وَ جواسيس وَ كلابٌ ليس لها أسماء ..

وَ هنا ، لـو تذكــرين ، أمسكتُ بيدك لأوّل مرّة !


.. تلوّنت أحجاره المتهَدّجة .. بـ فرح ٍ .. وَ موتْ .. وَ يأس ٍ .. وَ شريطة سوداء علـّقتها لك .. .



ســياق آخــر :




ورق أشجار الحـُور المتساقط على جادّة البارباروس بوليفــار

لا علاقة له بالخريف و تعرّي الأغصان ..

إنّه يطير نحو الأسفل .. علّه يتعلـّق بظـهر " آي نور " ..

و يصير فراشة ملوّنة .. !




Francisco de Goya




رســم فرانشيسكـو غــويا على جــدران بيته صورة العالـم كما صار يـراه: خـلاء لا معنـى له ، فخــّـاً لا نجـاة منه .. في مشـــهد رجلين يقتتلان بالعصي حتى المــوت ، في لوحات ٍ لـ وحـوش و ظلال موت .. كما في ساتورن يأكل إبنه و تلك الكائنات الخرافية و المرعبة التي ملئت لوحــاته الأخيرة .. .


لوحــة الكلب ، العالق وسـط الرمال ، هنا .. و في تفسير سيكولوجي عميق لها ، هي صورة ٌمـواربة للصورة التي يرى فيها غـويا نفسه ، الحيرة و الخوف المرعب من الضياع ؛

في الأدب عــبّر صمويل بيكيت عن عبثية قدر الإنسان و مأساة الوجود في انتفاء أي معنى للخلاص " لا شيء يحدث .. لا أحد يجيء " .. وَ هنا يقول غـويا نفس الشيء و لكن بوسيــلة أخرى أشدّ تأثيراً !



٣/١٣/٢٠٠٨

تعــــز



بــاب موسى .. البــاب الكـبير .. شــارع 26 .. الجحمــلية .. جبل صبــِر .. المســبح .. الحوض .. العقــبة .. شـارع جمــال .. عطــير .. آسيــا .. الأشبط .. حبيباتـي .. لوكندة الأســود .. ، المـطر ، القمر الذي يتــّكأ على قلعة القاهرة .. و صلاح الدكــّاك .. و صلاح الدكــّاك .. و صلاح الدكــّاك وَ تــــعز .. آآآه ..يا تـــــعز .





( اللوحــة للفنان اليمني هاشم علي )

٣/٠٣/٢٠٠٨







لا شـــيء .. سوى خــواء







( اللوحــة لـ دالـــــــي )

٢/٢٦/٢٠٠٨

الحمـلة اليـمنية للترويج لأهـداف الألـفية



عـــن الـحمـــله :



الوطن ليس مجرد مساحة جغرافية تتقـاسم معنا الخبز والحب والدموع، الوطن .. عائـلة افتراضية... مساحة عاطفية .. تحمل رائحة الأم وجسد الأنثـى و روح الله .



لا نحتاج إلى معجزة... لـتضميد جراح هذا الوطن ... لـتجميل تشوهاته ... لانتشاله من الـتقـوقع والتشرد والحزن ، نحتاج فقط منحة شهادة ميلاد جديدة ، فرصة للـتمدد في شراييننا قـبـل الـتمدد في خارطة العالم . قد يكون ما أقوله مجرد حلم رومانسي ... كلام عاطفي... محاولة بدائيـة لكتابة قصيدة حب ، ليكن .



" الـقضاء على الفقر ...تحقــيق تعميم التعليم الابتدائي ... وقف انتشار الإيدز ...تعــزيز المـساواة بين الجنسـين و تمكــين المـرأة ... تخفيض معدّل وفيات الاطفال ... تحســين الصحة الإنجابية .... كـفالة الإستدامـة البيئيـة ... الشراكة من أجـل التنمية " ، أحـلام تتسم بقدر كبير من الجنون...مع ذلك أقرتها كل حكومات العالم كأهداف للتنمية تتحقق في 2015 .



مـرت سبعة أعوام ، بلادنـا ... خـارج نطاق التغطية ، كالعادة ، منظمات المجتمع المدني اليمنية...تتحرك وفق حسابات (كم عنحصل دعم؟) ونحن مغيبون .. بيـن مطرقة الكيـانات الورقية وسندان قـسوة الـواقع .



كـلّ ذلك محبط ... ، هذا صحيح ، لكنـه ليس مبرراً لرفع الراية البيضاء ولا مبرراً لـمزيد من (الدعممة) . دعونا نتحرك .. .نعلن انقلابنا الالكتروني .. .وثورتنا الافتراضية ، دعونا نخرج ( بالكتابة) في احتجاج جماعي تحول كل مدوناتنا .. و منتدياتنا .. ومواقعنا الشخصية إلى نقاط مقاومة ضد الصمت ، دعونا نعكــر صفو (يمن نت) ، ماذا سيحدث؟؟ .. مجموعة من المجانين . .قررت إحتـلال الهواء ! ألـم أقـل لكم أننـا لا نحتاج إلـى معجزة .



٢/١٧/٢٠٠٨





Bang Bang ..! I shot you down ..


That aweful sound ... OH

٢/١٠/٢٠٠٨

" ......... "

زينة الحيـــاة الدنيــا ،
نهــدان .. و كــأس عرق
ليــلٌ طويــل و أراجيــل كثيرة ..
أن تكون يتيــماً تماماً .. و بلا إخوة ،

و البـــاقياتُ الصّــالحات .. أتنــازل عنهـا للــطيّبــين و الطيّــبات


*

يجب ُ ألاّ تخجل من دموعــك .. من هزائمك ْ .. من الاعتراف بإذلال العالم لك ، الاعتراف بالذلّ هو النصرُ الوحيد الذي يليق بإنسان مثلك .. في عالم ٍ مثل هذا العالم .. .
لم أجــد ما أحشو به مسدّســي سوى الدمع .. و الذكريــات . لا أبحثُ عن شيء سوى فرصة حنــان .. أحملُ ملاءة ً ســوداء أضعها على إشارة المرور في الشارع
و أنــاديها : " يا أمّــي " .. .
أمــضي في رحلتي .. أأمرُ الغيوم ..أرجوهــا أن تنصرف .. لا لشـيء إلاّ أنّ هؤلاء الــبشر لم يعودو لائقين حتى بالوحــل .
أنــا لستُ رجلاً تقــدّم بي العمر ، بل رجلٌ تقـادمتْ فيّ الهموم و الأحزان و الفجــائع .


*

١/٣٠/٢٠٠٨

إلى يـوسف .. إحتفظ بيدي

عندمــا تعود كل ّ ليلة .. مــُــثقلاً بوحدتك ، و بهرمون التيستيرون ، يضـجّ عقلك بصور الفتيات في العالم الافتراضي الذي تحــاول عبثا ً أن تجد فيه من ترحــم حيوانيتك ، عبثا ً .. نعم ، - منــذ أن أرسلك الشيطان إلى هذا العالم لكي تُــدرك عبث الوجود و قســوة الآلهة .. آلهة الآخرين - . المــاضي الذي تقتــات ُ منه .. برد .. صار جافــّاً ، الذكريات و الصور و الروائح بهُــتت و حال لونهــا مع تكرار الإستدعــاء - أحسنــت ُ صــُنعا ً عندمــا احتفظت ُ بـ تانجو ’ بــانو ‘ .. ذلك الأحمر العظيم - .
يضــجّ عقلك بحقيقــة العمل الذي ينتظرك في الصبــاح ، بمغــامرات والدي المــاديّة الفاشــلة التي تجعل من حياتي عربــة ً تحمل ُ مسؤولية إخوتي .. كمــا كانت عربــة ً تحمل ُ رغبــاته دائمــا ً ، بـ اللّــه و علاقته " النيرونية " بالنــاس ، بنشــرة أخبــار الحادية عشر التي تبــدأ ب إنتصارات حزب اللّــه و جموع غــزّة و تنتهي بصور السواطير في كيــنيــا .. ، يضــجّ عقلـك بحقيقة جوعــك الآن و عدم الرغبة في أكــل أي شيء لوحــدك ، بــأنـك لن تصبــح عمــّا قريب أي شيء ، أي شيء غير مــا أنت عليه الآن .. .
حتــى ’ فــيروز ‘ .. فــيروز ســلّمت ختم الوالي لـ بشــار !
آآهـ ..يضــجّ عقلي بشعــور التعــب و الرغبــة في البكــاء . لأنـي بــائس ٌ و تعــيس .. أفكــر كثــيراً بالآخرين و أعمــل ُ كـبغل ، أفكــاري تجــفّ و هــذا العالم صــار مُــزعجاً جداً .. جداً ، لأنــي أحب العــالم و أكره حيــاتي و أخــاف .. ، لأنـي أكــره والدي و إخوتي و أصدقــائي ..و أحبّ صورهم فقط .
.. مـا عدتُ قادراً على الكتابة .. كنتُ أكتب ليحبنّي أصدقائي أكثر .. الان لمن أكتب و أصدقائي كلهم افتراضيون ؟ و مــاذا أكتب و أنــا أكرر اللحظة باستمرار ؟ مــا عدت ُ قــادراً على إبتكــار الكذب و الخيــال ، بنــات ُ أفكــاري - بنــات ؟ - هربن إلى قصص أخرى و كلام آخر .. مــا عدتُ قــادراً على شيء .. !
أيــضاً ، يا صديقي يــوسف ، يدي مــا عادت تــُمتعني ..
مــا عدت ُ قــادراً على الإستمناء .. ، ســأقطع يدي و أهديهــا لك ، لـ صديق ، للشيــطان .. لأيّ أحــد .
مــا عــدت أريدها .

١/١٩/٢٠٠٨











ينقطع التواصل .. لكنّ الذكريات تشتعلُ فجأة ً.. بهدوء .. و شوق ، لترميك في الألم ..


تبدأ من زمن ٍ مضى .. بحنين لحياة كانت .. أو حتى ندم على أخطاء ارتكبتها في

البعيد و لا تزال تسحبك إلى نهاية الأسى في كلّ مرّة تفيض فيها ..





أين تبدأ الحياة و كيف تنتهي الذكريات ؟؟




أوووووف ! .. حتى جورجيت صايــغ .. لا تدري

١/١٤/٢٠٠٨



يمكن فهم العالم الذي نعيش فيه بوصفه نتيجة لخبطة أو مصادفة ، و إذا ما كان ثمرة تصميم متعمّد ، فلا بد أن يكون هذا التصميم تصميم الشيطان. ’ برتراند راسل ‘




حامل نوبل للسلام لـ عام 1986 مـ " إيلي ويزل " كـان كـل إيمانه و كـلّ ما عاشه من أجل الله في طفولته قد ولّى إلى الأبد مع حرق أمّه و أخته في محرقة الغستابو النازية . حين رأى "ويزل " ذلك الصبي الصغيـر ذو الوجه الملائكي ، الذي أُصعِد إلى مشنقة الغستابو و عيناه مملوءتان بالدموع و الحُزن ، تسائل مع ذلك السجين الواقف خلفه :

أين الله ؟ أين هو ؟

و مع مرور نصف ساعة من تعذيب الطفل قبل أن يموت و إجبار السجناء على النظر إليه و جهاً لوجه ، سأل الرجل ثانية : أين اللّه ؟
حينها تهادى صوت ٌ من داخل " ويزل " مُجيباً :

أين هو ؟ ها هو هنا .. معلّق على هذه المشنقة !

١/٠٥/٢٠٠٨






1





كسَر العالم الافتراضي من جانب ٍ واحد .. و أصبح مُغرماً
نبهتُه كثيراً إلى طبيعة اللعبة ، و حدودها ، ألا يحاول إختصار المسافة الموصلة إلى الفَقد
لكنّه أصبح مُغرماً بالفعل ..

إنّـه يُعيد عذابات أورفيوس من جديد ..





2


" ما الحياة إلاّ ظل ٌ يمشي
ممثلٌ مسكين
إنّها حكاية ٌ يحكيها معتوه
ملؤها الصخب و العنف و لا تعني أي شيء "


ماكبث - شيكسبير