٦/٠٢/٢٠٠٨

مـــطرٌ لا يعــني أي شيء

لا تــزال تــُمطر ، بسبب غـيمة ٍعلى الأرجح* ..، غــيمة ٍ واحـدة .. كــبيرة وَ رمادية ، ثقيــلة حــتى أنهــا لا تــكاد تتحــرك من سمــاء هــذه المدينة منـذ عشــرة أيام . الحــيّاة سيئة لـدرجة أنّ الواحد لا يستطــيع ، في مثل هذه الظروف ، أن ينتظر توقف المطــر لكي ينام .
بــُرجي ، السرطان ، مائي - مثل وديع سعادة - لكــنّي لم ألاحظ أبــداً كوكبـاً في الفضاء يذوبُ و يســيلُ هنا أمـامي !

قبل أسبــوعين تــحركت أصبع الله - خطأ ً - و دفـنت في ارتباكهـا مــُدناً كانت تنتظــرُ الغسق بين الجــبال .
.. في لحظــات كان كلّ شيء قد اختفى .. الجــسور التي تــُسلــّـي النهــر ، شــرفاتُ الفلاحين المزيّنة بالخيزران ، العمــارات التي بناها مقاولون صــغار و غشاشون ، مــدارس الفقــراء التي تـُعــلق في غرفها صِــور ’ مــاو ‘ .. حــيواناتٌ هزيلة و طــيورٌ مع أقفاصها .. و أيضا ً بـــشرٌ كانوا يفكـــرون في سبب انحبــاس المطر عنهم و باتـوا تلك الليلة ، و اللــيالي الكثيرة ، التي قبلها ينتظرون وصوله . وصل المــوت فجأة وَ هم نـيام .. دون أن يتركــوا نظــرة أخــيرة و بدون أن يُمـسكوا بأيدي أحبائهم .

ســبعون ألفاً ، دون حــروب و ضجيج .. بضربة واحــدة و بدون ثرثــرة كثيرة ، هكــذا هي أخطــاء الآلهة .. جســيمة و مدوية .

أنا أعــرف أنها ستمــطر هكــذا طويلا ً، لتــذرف دموعــهم ، بهذا التثاقل و الأنين لتزرع أشــواقهم على الجانب الآخــر و لتفرّق نثاراً من غبارهم على العالم ؛ أعــرفُ - أيضاً - أنّ هــذه الغيمــة هي دمعـة الله ، و أنني أبداً لا أستطــيع أنْ أرتاح فـي هذا المـَـطر .





*= وديع سعادة - بسبب غيمة على الأرجح

هناك ١٠ تعليقات:

مـ~ـاجدولين يقول...

أخجلتني صفحة الرد هذه ياابن العم
فشكرا ً..

أنا مدمنة لما تكتب و...
وأحسدك ..

حسنا ً

إليك قصتنا :

بنينا شاهقاتنا المغشوشة ، وتضرعنا الى
الله أن يتدخل بغيبية ليحمينا .

الحياة تمنحنا ما نستحق لا ما نشاء ..

Muath Almashari يقول...

(:

ابن العم هذه تـُذكرني بـ عــنتر و عبلة .. ( فريد شوقي كان رهيب .. ههه )


شــكراً .. بحجــم خجلك ( ثلاث مرات )


:)

HANY YASSIN يقول...

السلام عليكم
اول قراءة منى لك واشعر انه فاتنى الكثير
لغة واسلوب وتصوير فى منتهى الروعة ومنتهى الابداع
خالص تحياتى
ويشرفنى زيارتك لمدونتى

http://hanyyassinblog.blogspot.com/

Muath Almashari يقول...

شكــراً يا هاني .. :)

لـم يفتك شيء ، تصفــّـح المدونة من الأرشيف .. خــذ وقتك يا عـزيزي .

" في النفـس شيء ما " .. مــُريح :)

غير معرف يقول...

كتبت وكتبت

ثم بضغطة زر خاطئة ذهب كل شيء

كخطأ الآلهة

لكنه بلا مصائب

على كل حال لن اعيد كتابة ما كتبته

فقط اريد ان اقول اني في انتظار ردك

وان اسالك عن صحتك

Muath Almashari يقول...

يــا مهنــّـد .. آآه

لو كانت كلّ الآلهة مثلك .. ؛


صــحتي أفضل الآن ..


عليك بالـ Ctrl+Z لكي تستعـيد النص الذي مـُسح - في حينه طبعاً :) -

مـ~ـاجدولين يقول...

هلا ّأخرجت صفاحاتك البيضاء من تحت البلاطه
ونشرتها هنا يا بخيل

في الانتظار

غير معرف يقول...

أن لم تكن مقتنعا حتى اليوم بأن الموت جزء من الحياه وأن أسباب موتنا أكثر من أنفاسنا ,فلن أنتقدك على رأيك حول أخطاء الله وأصابعه !!التي أجزم لك بناء على قولك أنها دائما مرتبكه والدليل زيارة خاطفه الى المقبره لترى أن الموت لا يعرف صغيرا من كبير ولا ظالم من مظلوم ولا معاذ من الهام...
أما المطر فلا أدري ماذا أقول لك أشعر دائما أنه يهطل في وقته المناسب...
تحياتي

اوسان يقول...

صراحه وبدون اي مجامله
تحرك اصبع...
كلام فارغ
وسخيف

saddam motea يقول...

ما اسوء...ان ننتظر كل صباح...خط سير اصابع الالهة