١١/٢١/٢٠٠٧

من " نصّ الغيابْ ".. إعادةُ صياغة لـ طبيعة الوهم !

أنا لستُ سوى كشّاش فاشل لأرواح الكلمات،

الكتابة..الكلمات..الآخرون،كلّ ذلك،بحثُ متوهّم ٍ عن حياة متوهمّة.

هنا، في ثنيات الورق الإفتراضيه هذه، حاولتُ أن أبني بيتاً و تكون لي حديقة.. و أنا أعلم أنّ الحجارة ستنهار، دائماً، هنا في هذا المكان. أوهامي هي الحديقة و البيت..و الآخرون اختراعي. لا ممّر للآخرين من هنا، أنا أخلقهم و أدفنهم.. أخترعهم بشراً افتراضيين في عالم افتراضي.. لألهو معهم..ليكونوا لُعباً فقط، ثمّ أدفنهم.

و ما يرونه، كل الذي ترونه، مجرّد لمعانٍ داخلي متوهّم لعدمٍ يظنونه وجوداً.. كتابة الأوهام هذه ليست سوى كتابة فَقْد !

الأوهام حياتي: أحتفظُ بها لتكون لي حياة. سباني الوهم قديماً و طار بي حتى خلتُ نفسي الطير و كلّ الأرض شجرتي. هنا،أروّض حياتي..موهوماً و سعيداً ، هُزمتُ كلّ مرّة .. لكن وهمي هذا يُسعدني. حين أسلّم بأنّ وهمي " وهم "، و أنّي لم أقنع نفسي بوهمي.. سأخرّ صريع يأسي !

الوهم هو السعادة و الحقيقة هي اليأس.. ، سأحتفظُ بأوهامي, سأزيدها.. سأبحث عن وهم آخر.. و كلّما ضاع وهم سأخترع وهماً و إلاّ كيف يمضي كلّ هذا الوقت ؟

الوهم نعمتي الوحيدة، إلهي الوحيد، ف لأقدسّه. و لتكن الحقيقة عمياء.. فلا تراني و أنا ألقى مصيري بين السنابك، و ليكن خنق الأحلام رايتي و أنا أخوض هذه المعركة فأصل َ إلى الهزيمة و ليس برفقتي كائنٌ بريء.

أنا الكاتب: أعترف.. لا يُهمني أن يجيء.. ما أتوهمه!

١١/١٩/٢٠٠٧

لا يخرجُ إلا في ليالي الصيف.. ليتخـفّف من ظلّـه الثقيل.

الرجلُ الضخم، بيده حفنة مسابح ملوّنة.. و ساعات ٍ تجاوزها الوقت. على ظهره همّ قاتل .. يتعلق بهدوء، يدور عارضاً بضاعته لطاولات ممتلئة ببقايا عابرين - أكره أصحاب المسابح و الساعات كفّت ،أصلاً، عن أن تكون إنتظاراً لوهم ..من يشتريها هنا ؟ - . لا يحلمُ بالهجرة من هذا المكان، سيتابع المشي كل ليالي حياته .. عيناه المطفئتان، يغمضهما داخل أجفان أثقلها الحنين إلى صور الوجوه و الطرقات.

قبل يومين أوقفته قبل أن يسقط خارج طريقه اليومي .. أمسك بيدي و أشتكى من زحمة العالم وَ وحدته . مدّ لي ساعة جيب مقابل حناني العابر ، لم أغضب كثيراً حين انتبهت ، لاحقاً ، أنها بلا عقارب!

١١/١٤/٢٠٠٧

كلّ ليلة ..

أعود في ساعة متأخرة من التعب ،

سيجارتي لا تنطفيء .. علّ الجمر الذي في القلب

يستحيل رماداً .. ،

الوقت يمرّ كـعابر سبيل جوار نافذتي ..

الخواء ضيّق !

كلّ شيء هنا مستعار ..

أنـا .. وجوه الناس في الزحام ..

صور " إليْسَا " على جداري .. رقم " تهاني " في هاتفي

و صداقات الشات ..

" زينب " تريدني أن افترض الإحتمالات الطيبة لكل السوء الذي حدث لي .

يـا أصدقــاء : الحب خـُدعة .. و الرغبـة مشبوهة ..

لكنّي – رغم تعاستي – سأستمر في انتظار ما لن يجيء ..

ليست هذه مدينتي .. ليس هذا عالمي

أعلمْ .. أعلمْ !

١١/١٣/٢٠٠٧

و .. مــوسى لـم يَـصل إلى أرض المـيعاد .




١١/٠١/٢٠٠٧

ATTN :

إلى الطفل المنسيّ .. المراهق الغريب ، الشاب اللا منتمي ، الرجل المختنق الواقف على الحافة من كل شيء ، و على الوشك من لا شيء ... ، إلى صديقي سليم .

.. تعــرفُ كـم هـي هائلة ٌ المعاناة و الإزدواجية اللتين تتسبب فيهما طغيان الواجبات الوظيفية على المرء ..، الشرخ العميق بينه و بينه ، أن يصبح المكتب امتداداً لمنزل الطفولة غير المحبوب و غير المحِّب ، مرادفاً لغربة صاعقة ، انفصال شبه قدري عن نظرائـه . تدريجياً تعلقُ في حلقةٍ مُفرغة ، حيث الوظيفة نوع من أنواع العبودية و حيث الحياة صراع ٌ مستمر بين الرغبة و الواجب ، بين الحقيقة المشتهاة و توأمها البشع ، الحقيقة مفروضة ٌ فرضاً ، بين التوق الساحق للكتابة و الأدب و ضرورة العمل الماحقة بدورها.

يـا صديقي : ثمّة وجهة ٌ ، لكن لا طريق .. ما نسميه طريقاً هو تردّدٌ فحسب ، و بالنسبة لمن يتردد طويلاً لا يبدأ الكابوس الحقيقي إلا عند الإستيقاظ .