١٢/٢٩/٢٠٠٦

نهاية عام ..

بداية آخر .. !

كانَ ؛ .. ما سيكــونْ ؟


لا شيء سوى البؤس .. !

١٢/١٧/٢٠٠٦

آآه ...

خطوتُكِ الخفيفة .. فتحت الألمَ من جديد !!

١٢/٠١/٢٠٠٦

عن الحُبّ .. و اليأس

عيناي مفتوحتان تماماً .. أحدّق في الظلمة ، كما لو كنتُ أحاول إستشراف مستقبلي .. و كنتُ أردد دائماً ، و باستمرار ، أنّه إذا أحبّ رجلٌ مخلص و يائس -مثلي- امرأةً من كل قلبه و إذا كان على استعداد لقطع أذنه و ارسالها بالبريد إليها .. إذا أخرج دم قلبه و ضخّه على الورق .. إذا أشبعها بحاجته و شوقه لها .. حاصرها إلى الأبد ، .. لعلّها لن ترفضه .

الرجل الأكثر سذاجة ، الأكثر ضعفاً .. يجب على الرجل الأقلّ جدارةً أن ينتصر إذا كان مستعدّاً للتضحيه بآخر قطرة من دمه .. إذ لا يمكن لامرأة أن ترفض الحب المطلق .

١١/٢٣/٢٠٠٦

عن النهاية في " لوليتا "

في النهاية ، تهرُب لوليتا من همبرت همبرت مع شاب لتتركه وحيداً يتخبّط في ذكرياته و حِـمَمـِه الداخلية ... و ذات يوم ، يجد منها رسالةً في صندوق بريده ، تطلب منه المساعدة الماديّة، يذهبُ إلى بيتها و يمنحها مبلغاً كبيراً .. ثمّ يتوسل بها بألم ٍ و حرقة أن تترك زوجها و تعود إليه كما هي .

لا تحتاج سوى ما يقارب العشرين خطوة إلى سيارته الواقفة جوار البيت ..إلّا أنها ترفض مرددّة بأنّ الأمر إنتهى ، فيخرج .. بينما المطر يهمي .. يسوقُ سيّارته عبر رذاذ ذلك اليوم المميت .

ماسحات الزجاج تعملُ بقدرتها التامّة .. لكنّها لم تتغلب على دموعه المنهمرة ...

ستبقى لك دوماً أحلامك

لإعادة إختراع العالم الذي سلبوك إيّاه !

١١/١٨/٢٠٠٦

ما أمرّ أن تبقى عازباً ..

ألا تصعد أبداً الدرج الذي يضيق بك وبامرأتك ..

أن تسكن غرفةً لا يتصل الباب الأيمن فيها، والباب الأيسر إلا بشقق الغرباء .. .

أن ترجع مساءً وعشاؤك في يدك ...

أن تعجب بأبناء الآخرين دون أن تستطيع إلاّ قولا واحدا : ليس لي أبناء .

ما أمرّ أن تبقى عازباً ..

أن تكون مريضاً وحدك، خلال أسابيع، وأن تتأمل من قلب سريرك الغرفة القفر...!

أورهان باموك .. يفوز بجائزة نوبل للآداب

" قرأتُ كتاباً غيــّر مجرى حياتي كلـــّها "









لم تعمد الاكاديمية السويدية إلى إحداث مفاجأة، كما هي الحال غالباً، فمنحت الجائزة للكاتب التركي أورهان باموك، وهو أمر كان متوقعاً لدى الجميع ، و يجب أن نتذكر العام الماضي حين كان مرشحا بقوة لنيلها، إلا أنها ذهبت إلى المسرحي الكبير هارولد بنتر، حيث علّل البعض عدم فوز باموك بها، بأن سنّه لا تزال تسمح له بالانتظار قليلا. لكنه انتظار لم يدم طويلا. سنة واحدة فقط ، وها هو اليوم يصبح من الخالدين . بعيداً عن الطابع السياسي للجائزة و مواقف باموك الجريئة .. الحقيقة هي أنّه الاسم الأبرز راهناً في الحركة الروائية التركية، واستطاع فعلاً ان يتخطى الروائي يشار كمال، فاتحاً أفقاً جديداً للرواية التركية الحديثة، ومؤسساً عالماً يجمع بين الشرق والغرب، على غرار مدينته اسطنبول التي يعبرها نهر البوسفور فاصلاً بين أوروبا وآسيا، بين الذاكرة والمخيّلة.


باموك لم يكن حاملاً رسالة في السياسة ولا مبشراً بعقيدة راسخة لاتعترف بالخطأ. وهو في هذا الصدد يقول: «بالنسبة لي ينبغي للأدب أن يكون من أجل الجمال وحده، لا لتوجيه رسائل سياسية، فأنا أكتب لأؤثر في القارئ بكتابتي الجيدة. حتى في روايتي السياسية «ثلج»، لم أحاول أن أنقل رسالة سياسية، بل كل ما حاولت فعله الحديث عن روح هذا البلد ومشكلاته، وعن الألم والغضب في جزء بعيد من هذا البلد يرقد تحت ظلال أوروبا ، ولكن من دون أن أجدني معنياً بالمشاركة في هذا الصراع، فالأدب في النهاية يتكلم عن الحياة، ويعكس النقطة الأكثر عمقاً في الروح الإنسانية». من هذا المعنى أورهان باموك هو الابن النموذجي لتركيا، إنه مدوّن سيرتها الأكثر صدقاً ومقدرة. وهو إذ يدون لحظات عظمتها لايقفز عن لحظات مرضها أيضاً. يرسم وجهها المشرق لكنه لا يترك جانباً عوارض السل الذي ما برح يحفر في سحنتها .


من الأفضل البحث عن هذا الكاتب و قرائته ، هذا الكاتب الذي لم يتوانى عن معالجة النزاع الداخلي للأتراك المعاصرين، والتناقض بين الحداثة والدين، بين المعاصرة والتقليد، اضافة الى مسألة الهوية أو الانتماء .. مسائل نحتاج نحن العرب أن نقف عندها و نعالجها .


مع "جودت بك و أولاده"، "الكتاب الأسود" ، "إسمي أحمر"،"الحياة الجديدة"،"القلعة البيضاء" ، "إسطنبول"،"ثلج". هذا الإنتاج القليل كمّاً و الواسع و الكثيف معنى و معالجة ، ستكتشف عوالم هذا الروائي العظيم بحق.


٨/١٢/٢٠٠٦

انتـــرنت






لم أسمَع حتى صوتها ،

إنه نوعٌ غريب من الألم

أنْ تموتَ حنيناً لشيء لنْ تختـَبره قط ... .

عن " غويرنيكا" و مجزرة قانا




لم تكن مدينة غويرنيكا الإسبانية ذات أهمية إستراتيجية على الإطلاق . كل مافي الأمر أنها كانت تشكل رمزاً لتاريخ إسباني موغل في القدم . ومن هنا ،حين ضربتها الطائرات الألمانية النازية العاملة لحساب الجنرال فرانكو في السادس و العشرين من نيسان (ابريل) 1937، عند الرابعة و الأربعين دقيقة بعد الظهر بالتحديد ، كان واضحاً أن الضربة رمزية ، تتوخى إخافة الجمهوريين المناضلين ضد فاشية فرانكو، و تأليب المدنيين على المسلحين و استهداف مدينة لها في الذاكرة مكانة أساسية .




طبعاً يمكننا هنا أن نبدل الأسماء ، فمثلاً نضع أولمرت مكان فرانكو ، والطيران الإسرائيلي مكان الطيران الألماني النازي .. ثم نطلق على هذه المدينة - الرمز اسماً معاصراً ، وهو في هذا الإطار قانا . و بهذه القلبة سيكون ممكناً لنا أن نعيد قراءة واحدة من الأعمال الفنية الأكثر شهرة و أهمية في تاريخ القرن العشرين كله ، لوحة "غويرنيكا" لبيكاسو .

والحقيقة أن كثراً في هذا العالم حين راحت تصل إليهم عبر شاشات التلفزة أول صور المجزرة البشعة التي إرتكبها الطيران الإسرائيلي في قانا ،يوم 30 يوليو/ تموز الماضي، ،تذكروا بالتأكيد لوحة بيكاسو أكثر مما تذكروا أي شيء آخر . فالرعب الذي نقلته الشاشات الصغيرة بدا منتزعاً على الفور من الرعب الكامن في هذه اللوحة ،ما يضعنا من جديد أمام السؤال الخالد : ماهو الدور الذي يمكن الفنان أن يلعبه وسط ظروف دامية قاهرة مرعبة .

بيكاسو ،في هذه اللوحة قدم الجواب : دور الفن هو أن يلخص روح الحدث انطلاقاً من علاقته بالتاريخ ، ليجعله بالتالي جزءاً من التاريخ و ليس فقط جزءاً من الماضي.


و إذ صور بيكاسو في لوحته مجزرة غويرنيكا ، انتزعها من جمودية الماضي حين كان يمكن لكتب التاريخ أو النصوص الجامدة أو الشعارات النضالية أو نشرات الأخبار أن تضعها ، ناقلاً إياها إلى حركية التاريخ وآنيته الدائمة ، وليس أدلّ على هذا من أن إنسان زماننا لم يعد في إمكانه أن ينسى تلك المجزرة طالما أن اللوحة ماثلة هناك تذكره بها في كل لحظة . ولكن ليس بها وحدها بالطبع ، بل كذلك بالمجازر التي ارتكبت دائماً و كان الجلاد فيها من بني البشر ، تماماً كما الضحية فيها من بني البشر. و من هنا لم تعد اللوحة في تعبيرها الجوهري حديثة إنفعالية ذات موضوع عابر، بل تصبح صرخة ضد كل فاشية و ضد كل قتل جماعي و ضد كل سلاح يستخدم لقتل البراءة . و هذا أمر عبر عنه بيكاسو ،صاحب اللوحة، في كل وضوح حين قال عن الرموز التي في اللوحة " إن الثور هنا ليس الفاشية في حد ذاتها ، بل هو رمز للوحشية العمياء و للعتمة المطلقة .. " أما الحصان فإنه يمثل الشعب .. هذا التأكيد الذي أورده بيكاسو هنا وجد ،على أية حال، معارضة له من كثر من الباحثين و النقاد الذين قالوا ان الثور لا يبدو على الشر و العزم اللذين يتحدث عنهما بيكاسو . وهذا في رأيهم واضح من خلال وقفة الثور الذي إذ يبدو في حيرة من أمره يتأمل بدوره أفق الحدث ، لايقل رعبه الخاص عن الرعب الذي يمثل في وقفة الحصان ونظراته ، ولا طبعاً في مشهد الضحايا، مقتولين أو مرعوبين، شاخصين غلى الأعلى نحو الطائرات التي قتلتهم أو الى الأسفل نحو الأرض التي تبتلعهم، و من هنا فإن هؤلاء النقاد يقترحون ان الشر هنا لا يتمثل في الثور الذي قد يكون ضحية بدوره على قدم المساواة مع الاخرين . الشر هو العدو الذي لا نشاهده في اللوحة . الموجود خارجها في اللامكان، ما يعني أن لبيكاسو رسالة واضحة ، تاريخية هنا بالنسبة الى ضحايا الحروب الحديثة، يظل العدو (الشر المطلق) مجهولاً لا سمات له و لا أبعاد إنسانية أو حياة مثل بقية المخلوقات.

و الحقيقة أن هذه اللوحة ، وبعيداً من السجالات النظرية و نقاشات المؤرخين و الأكاديمين ، احتفظت و لا تزال تحتفظ حتى اليوم بقوتها التعبيرية الهائلة التي تجيب عن سؤال يتردد دائماً حول السبب الذي يجعل الفن يتجاوز في حضوره و بقائه الأصل الحدثي الذي يعبر عنه، وهذه الإجابة تتعلق بالتأكيد بذلك الفارق بين فن يتعاطى - و ها نحن نكرر هنا ما جاء في أول هذا الكلام- مع الحدث ليس في بعده كماضً بل في بعده كتاريخ.. طالما ان بيكاسو أجاب هنا عن السؤال الذي دائماً ما يُطرح على
المبدعين حين تقع الأحداث.


أليس في هروعنا اليوم للحديث عن لوحة الفنان الكبير هذه منذ اللحظة التي دمّرت فيها وحشية الطيران الإسرائيلي ملجأ مملوءاً بالأطفال ( الذين و هم جثث بدت على وجوههم كل براءة الكون و كأنهم يتساءلون عن هوية قاتلهم بفضول، وعن معنى القتل في الوقت نفسه) .. إدراكاً عملياً لفحوى الجواب الذي قدمه بيكاسو ؟




( إبــراهيم العريس - عن الـ غويرنيكــا )

٨/١٠/٢٠٠٦

دون كيخوت .. يـســقـط في النهـايـة






" هنا كانت طروادة ..

هنا جَـــرََف شقائي ، و ليس جُبني .. أمجاديَ المكتسبة ،

هنا إستخدم الحـظّ معي تقلّـباته ،

هنا لفّت العتمة مآثري ..
هنا سقط سعدي

سقوطاً لا نهوض منه "

( دون كــيخوت دي لا منتشــا )