١٠/٢٩/٢٠٠٨

أيــّها العــــــــالم

أيــّها العـالم .. ، أيـّها العــالم

أنا ابنك المُدلل .. ، ابنك اليتيـم ُ.. ، الحزينُ .. ، الوحـيدُ .. المنبــوذ ..

ابنك الذي يفتقـــُدك وَ يبحــث عنك ..

ابنك الذي يـــراك وَ يــهرُب منك ..

لكــنني .. دائماً ، افـــتحُ لك الباب وَ قـــلبي ، لأقــول تعــالَ

تعــالَ قبـّـلني .. قبــّلني .. قبــّلني

هذا هو جـسدي .. نحــيلٌ وَ مــُكركبٌ و محمــُــوم ..

هــذه يــدي .. و هاتان عيناي

وَ هـذة روحــي .. فارغة ٌ من كلّ شيء .. ممــتلئة ٌ بكــل شــيء

لا شــيء يستطــيع احتوائها .. حــتى أنت ، حــتى أنت أيـّـها العالم

وَ أنا مـِــلكـُـك .. أنا جــوادُك الخـــاسر

أنطــلقُ وَ أنطــلق ُ.. و َ أنطــلق ْ

وَ أخـــيراً .. إلى اسطــبلاتك أعــــود ..


تعــالَ .. تعــالَ إلـيّ أيــّها العــالم ..

١٠/٠٦/٢٠٠٨

27 ...





عن ماذا أتــحدّث .. بعدَ سبعةٍ وَ عـشرين عاما ً ؟

ســبعة ٌ وَ عـشرون حَجرا ً في بــِركــَــه ..

سـبعة ٌ وَ عـشرون جـُـثة ً في مقــبَرة ..

تعـبتُ منَ الكـلام وَ القـلب المَكـشوفْ وَ الديون وَ العائلة وَ العمل وَ الانتــظار ،

لكنــّي لم أتعب من الـحُلم بالحريَّة ..

وَ ها أنذا أحلم بشيء آخـر أو أكثر قليلا ً:

أنْ تبقــى صديقي ..

و أنْ ألفَّ ذراعا ً حول كتفك

وَ ذراعا ً حول كتف العالم ..

و أقول للقمر:

صَوِّرْنا!


البـُــؤسْ ..




تحتَ أسـِـرّة الغرباء القادمينَ من الريف .. في لوكندات " التحرير " ،

في زوايا شارع " القــَصْـر" .. بينَ بقايا القات الذّابل ..

في الفِكرة الضّائعة من خيال مجنون على النّاصية ..

في الكوَابيْس ..

بين زحـَـام ٍ وَ مـَـطر ..

في المقابـــر ..

في ذكــريات رجل ٍ عجـوز وَ وحيد ..

في دفـتــَر مراهق ٍ خائب ..

في الكلمات النـّابيَه ..

في عــود ثقابٍ تـُشعِلُه يـَـدٌ وَ يُطفِئــُه هـَـواء ..

في هُــموم مُومـس ٍ يضربُها قــوّاد ..

في عــُواء كلبٍ شــارد ..

في ظِلال ِ رجل ٍ يــسيرُ دونَ أصدِقاء ..

في وجـْـهِ طفلــةٍ تمــوتُ من الملاريا ..

في قلق ِ سَارق ٍ لم يستـَطع فتحَ بَاب ..




في زَوَايا شارعِ " القصْر " .. بينَ بقايَا القات الذابل





في زحــام " شارع القصر " ..
كـَـتفٌ يرتطم بي ..
وَ يعــبر .. ،
يأخذ معه رائحة خـمر البارحة
و عيناي المليئتين بالدمــوع ؛