١/٣٠/٢٠٠٨

إلى يـوسف .. إحتفظ بيدي

عندمــا تعود كل ّ ليلة .. مــُــثقلاً بوحدتك ، و بهرمون التيستيرون ، يضـجّ عقلك بصور الفتيات في العالم الافتراضي الذي تحــاول عبثا ً أن تجد فيه من ترحــم حيوانيتك ، عبثا ً .. نعم ، - منــذ أن أرسلك الشيطان إلى هذا العالم لكي تُــدرك عبث الوجود و قســوة الآلهة .. آلهة الآخرين - . المــاضي الذي تقتــات ُ منه .. برد .. صار جافــّاً ، الذكريات و الصور و الروائح بهُــتت و حال لونهــا مع تكرار الإستدعــاء - أحسنــت ُ صــُنعا ً عندمــا احتفظت ُ بـ تانجو ’ بــانو ‘ .. ذلك الأحمر العظيم - .
يضــجّ عقلك بحقيقــة العمل الذي ينتظرك في الصبــاح ، بمغــامرات والدي المــاديّة الفاشــلة التي تجعل من حياتي عربــة ً تحمل ُ مسؤولية إخوتي .. كمــا كانت عربــة ً تحمل ُ رغبــاته دائمــا ً ، بـ اللّــه و علاقته " النيرونية " بالنــاس ، بنشــرة أخبــار الحادية عشر التي تبــدأ ب إنتصارات حزب اللّــه و جموع غــزّة و تنتهي بصور السواطير في كيــنيــا .. ، يضــجّ عقلـك بحقيقة جوعــك الآن و عدم الرغبة في أكــل أي شيء لوحــدك ، بــأنـك لن تصبــح عمــّا قريب أي شيء ، أي شيء غير مــا أنت عليه الآن .. .
حتــى ’ فــيروز ‘ .. فــيروز ســلّمت ختم الوالي لـ بشــار !
آآهـ ..يضــجّ عقلي بشعــور التعــب و الرغبــة في البكــاء . لأنـي بــائس ٌ و تعــيس .. أفكــر كثــيراً بالآخرين و أعمــل ُ كـبغل ، أفكــاري تجــفّ و هــذا العالم صــار مُــزعجاً جداً .. جداً ، لأنــي أحب العــالم و أكره حيــاتي و أخــاف .. ، لأنـي أكــره والدي و إخوتي و أصدقــائي ..و أحبّ صورهم فقط .
.. مـا عدتُ قادراً على الكتابة .. كنتُ أكتب ليحبنّي أصدقائي أكثر .. الان لمن أكتب و أصدقائي كلهم افتراضيون ؟ و مــاذا أكتب و أنــا أكرر اللحظة باستمرار ؟ مــا عدت ُ قــادراً على إبتكــار الكذب و الخيــال ، بنــات ُ أفكــاري - بنــات ؟ - هربن إلى قصص أخرى و كلام آخر .. مــا عدتُ قــادراً على شيء .. !
أيــضاً ، يا صديقي يــوسف ، يدي مــا عادت تــُمتعني ..
مــا عدت ُ قــادراً على الإستمناء .. ، ســأقطع يدي و أهديهــا لك ، لـ صديق ، للشيــطان .. لأيّ أحــد .
مــا عــدت أريدها .

١/١٩/٢٠٠٨











ينقطع التواصل .. لكنّ الذكريات تشتعلُ فجأة ً.. بهدوء .. و شوق ، لترميك في الألم ..


تبدأ من زمن ٍ مضى .. بحنين لحياة كانت .. أو حتى ندم على أخطاء ارتكبتها في

البعيد و لا تزال تسحبك إلى نهاية الأسى في كلّ مرّة تفيض فيها ..





أين تبدأ الحياة و كيف تنتهي الذكريات ؟؟




أوووووف ! .. حتى جورجيت صايــغ .. لا تدري

١/١٤/٢٠٠٨



يمكن فهم العالم الذي نعيش فيه بوصفه نتيجة لخبطة أو مصادفة ، و إذا ما كان ثمرة تصميم متعمّد ، فلا بد أن يكون هذا التصميم تصميم الشيطان. ’ برتراند راسل ‘




حامل نوبل للسلام لـ عام 1986 مـ " إيلي ويزل " كـان كـل إيمانه و كـلّ ما عاشه من أجل الله في طفولته قد ولّى إلى الأبد مع حرق أمّه و أخته في محرقة الغستابو النازية . حين رأى "ويزل " ذلك الصبي الصغيـر ذو الوجه الملائكي ، الذي أُصعِد إلى مشنقة الغستابو و عيناه مملوءتان بالدموع و الحُزن ، تسائل مع ذلك السجين الواقف خلفه :

أين الله ؟ أين هو ؟

و مع مرور نصف ساعة من تعذيب الطفل قبل أن يموت و إجبار السجناء على النظر إليه و جهاً لوجه ، سأل الرجل ثانية : أين اللّه ؟
حينها تهادى صوت ٌ من داخل " ويزل " مُجيباً :

أين هو ؟ ها هو هنا .. معلّق على هذه المشنقة !

١/٠٥/٢٠٠٨






1





كسَر العالم الافتراضي من جانب ٍ واحد .. و أصبح مُغرماً
نبهتُه كثيراً إلى طبيعة اللعبة ، و حدودها ، ألا يحاول إختصار المسافة الموصلة إلى الفَقد
لكنّه أصبح مُغرماً بالفعل ..

إنّـه يُعيد عذابات أورفيوس من جديد ..





2


" ما الحياة إلاّ ظل ٌ يمشي
ممثلٌ مسكين
إنّها حكاية ٌ يحكيها معتوه
ملؤها الصخب و العنف و لا تعني أي شيء "


ماكبث - شيكسبير