٣/٢٠/٢٠٠٨

ســأفعل أشيــاء كثــيرة




صـباح الحيــاة أيـّها العالم
أهلاً .. أيتها المدينة :
خمسون عاماً منذ أن نفيتُ إلى الصحراء ،
و ها أنا أعود اليوم .. خاتم الســحرة في يدي ، الآن ،
صباح الخـير أيتها المدينة :
أيـّها الرجل العجوز .. تخبئ فمك الفارغ خلف جريده .. تجلسُ في حديــقة Macka و تـُلقي الحَبّ للطيور لتنسى وحدتك .. ، سأجعل منك موقفاً للأتوبيسات .

يا ماسحي الأحذية .. لن يفيد اختبائكم خلف مقـاعد ‘ التقسيم ’.. سأحوّلـكم إلى جرذان .

أيتها النوارس .. البواخر تعرف طريقها بين الضفتين ، لا داعي لأن تمثــّلوا دور المرشدين ، كــونوا عصافير مهاجرة .

يا بائعة الفواكه في آخر الشارع .. أتذكر عينيك الخضراوين ، هل أجعلك حورية بحر ؟

أيّــها اللوطيون .. هــــــااااه ، احلقوا ذقونكم جيداً ، ستكون الـ ‘ تشيشك باساج ’ مغارتكم الجديدة .
سلــيمان آغا ، يا مـلك الـ ‘ توب هانه ’ ، كـنت تعتقد أننـا طيبون و نصدّق أنـّــك صديق شخصي لـ مصطفى كمــال ، أعرف تماماً أنك نكـِـرة ، لكنّي سأجعلك تعيش مائة عام أخرى و يخلّد اسمك .


يا فتيــات الثانوية ، التنانير القصيرة المقلــّـمة ستكون رايـة الدولة الجديدة ، ارفعــوا الأعلام !

يا كــلّ الضالين وَ مدمني الكونياك الرخيص .. أيّـها المتشردون و عازفي الموسيقى في جادّة الاستقلال .. يا من طردكم أعمامكم و إخوتكم لأنكــم تافهون ...
يا أًصدقــاء :
ها أنــا قد عــُدت ، إغتسلوا .. سأفتح لكم كل ّ بوابات المدينة صبـــاح الخير أيتها الحياة ..
صبــاح الخير يا إٍسطنبــول .

٣/١٧/٢٠٠٨

أحجارُ ذلك القوس




هذه هي سُـــرّة اسطنبول

القوسُ المشروخ الذي يقسم الطريق الضيّق بين السلـيمانية

وَ معهد اللغات ..

من هنا ، مرّت مواكب أباطرة بيزنطة ..

فيالق الإنكشارية التي أطلقها محمــّد الفــاتح مع الفجــر ..

الهاربات من حِرمْـلك ’ الطوب كابي ‘ باتّجَـاه الإنكسارات العميقة ..

مــرّ مصطفى كمال وَ هو يُلاحق دراويش المَولَويّة ..

مــرّت جموع اليسار التي تاهتْ بينَ الرّصاص و السّجون ،

من هنـا ، أيضاً ، تسلّل شُطّــار وَ أغوات وَ جواسيس وَ كلابٌ ليس لها أسماء ..

وَ هنا ، لـو تذكــرين ، أمسكتُ بيدك لأوّل مرّة !


.. تلوّنت أحجاره المتهَدّجة .. بـ فرح ٍ .. وَ موتْ .. وَ يأس ٍ .. وَ شريطة سوداء علـّقتها لك .. .



ســياق آخــر :




ورق أشجار الحـُور المتساقط على جادّة البارباروس بوليفــار

لا علاقة له بالخريف و تعرّي الأغصان ..

إنّه يطير نحو الأسفل .. علّه يتعلـّق بظـهر " آي نور " ..

و يصير فراشة ملوّنة .. !




Francisco de Goya




رســم فرانشيسكـو غــويا على جــدران بيته صورة العالـم كما صار يـراه: خـلاء لا معنـى له ، فخــّـاً لا نجـاة منه .. في مشـــهد رجلين يقتتلان بالعصي حتى المــوت ، في لوحات ٍ لـ وحـوش و ظلال موت .. كما في ساتورن يأكل إبنه و تلك الكائنات الخرافية و المرعبة التي ملئت لوحــاته الأخيرة .. .


لوحــة الكلب ، العالق وسـط الرمال ، هنا .. و في تفسير سيكولوجي عميق لها ، هي صورة ٌمـواربة للصورة التي يرى فيها غـويا نفسه ، الحيرة و الخوف المرعب من الضياع ؛

في الأدب عــبّر صمويل بيكيت عن عبثية قدر الإنسان و مأساة الوجود في انتفاء أي معنى للخلاص " لا شيء يحدث .. لا أحد يجيء " .. وَ هنا يقول غـويا نفس الشيء و لكن بوسيــلة أخرى أشدّ تأثيراً !



٣/١٣/٢٠٠٨

تعــــز



بــاب موسى .. البــاب الكـبير .. شــارع 26 .. الجحمــلية .. جبل صبــِر .. المســبح .. الحوض .. العقــبة .. شـارع جمــال .. عطــير .. آسيــا .. الأشبط .. حبيباتـي .. لوكندة الأســود .. ، المـطر ، القمر الذي يتــّكأ على قلعة القاهرة .. و صلاح الدكــّاك .. و صلاح الدكــّاك .. و صلاح الدكــّاك وَ تــــعز .. آآآه ..يا تـــــعز .





( اللوحــة للفنان اليمني هاشم علي )

٣/٠٣/٢٠٠٨







لا شـــيء .. سوى خــواء







( اللوحــة لـ دالـــــــي )