٦/٠٢/٢٠٠٨

مـــطرٌ لا يعــني أي شيء

لا تــزال تــُمطر ، بسبب غـيمة ٍعلى الأرجح* ..، غــيمة ٍ واحـدة .. كــبيرة وَ رمادية ، ثقيــلة حــتى أنهــا لا تــكاد تتحــرك من سمــاء هــذه المدينة منـذ عشــرة أيام . الحــيّاة سيئة لـدرجة أنّ الواحد لا يستطــيع ، في مثل هذه الظروف ، أن ينتظر توقف المطــر لكي ينام .
بــُرجي ، السرطان ، مائي - مثل وديع سعادة - لكــنّي لم ألاحظ أبــداً كوكبـاً في الفضاء يذوبُ و يســيلُ هنا أمـامي !

قبل أسبــوعين تــحركت أصبع الله - خطأ ً - و دفـنت في ارتباكهـا مــُدناً كانت تنتظــرُ الغسق بين الجــبال .
.. في لحظــات كان كلّ شيء قد اختفى .. الجــسور التي تــُسلــّـي النهــر ، شــرفاتُ الفلاحين المزيّنة بالخيزران ، العمــارات التي بناها مقاولون صــغار و غشاشون ، مــدارس الفقــراء التي تـُعــلق في غرفها صِــور ’ مــاو ‘ .. حــيواناتٌ هزيلة و طــيورٌ مع أقفاصها .. و أيضا ً بـــشرٌ كانوا يفكـــرون في سبب انحبــاس المطر عنهم و باتـوا تلك الليلة ، و اللــيالي الكثيرة ، التي قبلها ينتظرون وصوله . وصل المــوت فجأة وَ هم نـيام .. دون أن يتركــوا نظــرة أخــيرة و بدون أن يُمـسكوا بأيدي أحبائهم .

ســبعون ألفاً ، دون حــروب و ضجيج .. بضربة واحــدة و بدون ثرثــرة كثيرة ، هكــذا هي أخطــاء الآلهة .. جســيمة و مدوية .

أنا أعــرف أنها ستمــطر هكــذا طويلا ً، لتــذرف دموعــهم ، بهذا التثاقل و الأنين لتزرع أشــواقهم على الجانب الآخــر و لتفرّق نثاراً من غبارهم على العالم ؛ أعــرفُ - أيضاً - أنّ هــذه الغيمــة هي دمعـة الله ، و أنني أبداً لا أستطــيع أنْ أرتاح فـي هذا المـَـطر .





*= وديع سعادة - بسبب غيمة على الأرجح

Dalida - حين يـقتل الصخــب الرغبة في الحياة

Dalida - Love in Portofino


داليــدا ، الإيــطالية الأصل .. مواليد شــُــبرا عام 1933 م .. أيام كانت القاهرة أمّ الدنيا .. و شــبرا - حينها - تحديداً هي الدنيا . هاجرت إلى فرنسا في الـ 1954 م .. إلى باريس التي كانت تحلم بها و هناك خلال أقل من عامين صارت داليــدا أيقونة " الملاك الأرضي " . المئات من الأغاني المدوّية التي أحدثت ثورة في الغناء الفرنسي .. الكــثير من الجوائز العالمية .. الأفلام ، شــُــهرة ٌ طاغية و حضــورٌ لم يـُعرف مثيـله .. أزواج وَ عشــّاق وَ وحدة وَ أحلام مكســورة و عالـــم ٌ خاو وَ مرعــب - طبعاً لأنّ هذا العالم عــبثيٌ في حقيـقته - .. .

.. و في ليلــة الثاني من مايو 1987 م قررت " دالـــيدا " ، المتعبة و اليائسة من حياة لم تعد تعني لها أي شيء ، أن تنام إلى الأبــد . صار عالمها أكــثر صخباً مما تحتــمل . تركــتْ لعــشـــّاقها الأبديــين دهشـة لم تنتهي و حــسرة ً لم تــزل وَ .. ورقة صــغيرة كتبت فيها :

" Forgive me, life has become unbearable for me "


هنا واحدة من أجمل أغانيها .. ، أجمل أغنية حبّ في أجمل قرية في الريفيرا الإيطالية .. " بورتو فينو " ..