٤/٠٧/٢٠١٠

عن الحياة الآن ..




هذا العالم ، هذه الحياة ، مأزق كبير .. مأزق دائم لا فكاك منه . بالنسبة لي هذه قناعة لم أتمكن من تغييرها و على الأرجح صرت أقبلها كحقيقة . طوال أعوام قرائتي الطويلة و تجاربي المختلفة و الحيوات المتعددة الأشكال التي تقلبت بينها .. لا صوفية ابن عربي و لا وجودية سارتر و لا عدمية سيوران و لا حكايا دويستوفيسكي و مارسيل بروست .. و لا حتى حُضن جدتي الدافئ و موسيقى الأرغون المفعم بالشجن لذلك المتشرد الذي كان يفترش جادة الاستقلال في المساءات و الذي كنت اترك في صندوقه عملات معدنية و دموع شاردة ... لا تلك النجمة و لا ذلك القمر .. لا ساعات الشبع و لا سجائر آخر الليل و علب البيرة الباردة .. لا تلك الفتاة .. و لا اصدقائي الحزينين .. لا الفجر و لا لحظات وحدتي .. لا الشِّعر و نثراته المريحة ... و لا حتى الزواج . كل ذلك لم يستطع اخراجي من مأزق الحياة و تسليمي به . الآن .. لماذا عليّ أن أقبل ايقاع مخلوق في هذا المأزق .. أنا لا استطيع سؤاله و قبل أن يعي ان كان يرغب في أن يخرج لهذا العالم أم لا .. لماذا علي أن أورطه و أتورط معه ..الأبوبة هي حياة مفخخه ، مأزق جديد .. عقوق ابن قد يجعلها ندماً و مرض ابن قد يحيلها عذاباً مستديماً و موت ابن هو جحيم آخر .. ثم هناك السهر و القلق و المسؤولية و التربية و استنزاف الروح و الجسد و الخوف مما قد يحدث . الحقيقة هي أنني أكبر و العالم يكبر معي و لا يمكنني اطلاقاً الادعاء انني صرت قادراً على فهمه بصورة افضل مما كنت في العشرين مثلاً .. بل اعترف انّ الاغرب هو اني اشعر انني كنت افهم العالم وقتها بشكل افضل . اشعر بأنه كان عالماً اقل تعقيداً و ضياعاً مما هو عليه الآن .