٢/١٥/٢٠١٠

فالنتاين



- ماذا عن الحُب؟

-ماذا عنه؟


.
.
.
.
.
.
.

- لا شيء .. .

٢/١٠/٢٠١٠

في لحظة بكاء ...


- أنت تبكي الان ؟ يمكنك أن تبكي .. البكاء يساعد أحياناً ..

- لكنه لا يغير شيئاً ..!

- هل يجب أن يغير شيئاً ؟

- لا اعرف .. لكنني أبكي دائما .

- يمكنك أن تبكي ..

- هل سأستمر في البكاء دائماً ؟

- عفواً ؟

- أقول ، هل يجدي الاستمرار في البكاء ؟

- يمكنك .. كلّ ما شعرت بذلك .



لحظة تبكي أنت ، من الممكن أن تكون هي ذات اللحظة التي يتناول فيها رجل وجبته السريعة ، هي ذات اللحظة التي تجرب فيها سيدة حذاءاً ضيقاً ، هي ذات اللحظة التي يقع فيها طفل عن دراجته ثم ينهض سريعاً وينفض الغبار عن بنطاله ، هي ذات اللحظة التي تنشب فيها الحرب في أرض ما ، ذات اللحظة التي ينزف فيها أحدهم حتى الموت في زقاق مظلم ،ذات اللحظة التي يصعد فيها الشيخ للمأذنة اللولبية ، ذات اللحظة التي ترش فيها ربة بيت مزيداً من الملح على الحساء ، ذات اللحظة التي ترتفع فيها راية بيضاء ، ذات اللحظة التي يتلمس فيها نشال أطراف محفظة ، ذات اللحظة التي ينهار فيها سقف على عائلة نائمة، ذات اللحظة التي تضع فيها عاهرة شعراً مستعاراً وتخبأ في جوربها سكين ، ذات اللحظة التي ينسكب فيها الحليب الساخن على رأس القطة ، ذات اللحظة التي يلتصق فيها جسدان في الركن الخلفي من حديقة ، ذات اللحظة التي تصطدم فيها حافلة بسيارة حمراء فيموت عشرون راكباً ، ذات اللحظة التي ينبح فيها كلب الجيران ، ذات اللحظة التي ترتفع فيها فقاعة من فم غريق ، ذات اللحظة التي ينضج فيها الخبز في الفرن ، ذات اللحظة التي يكذب فيها أحدهم ويضحك كاشفاً عن سن ذهبية في فكه العلوي ، ذات اللحظة التي تفلت فيها الريح المظلة من يد ، ذات اللحظة التي تنزع فيها الممرضة الضماد عن جرح ، ذات اللحظة التي يسقط فيها عصفور من السماء دون سبب ، ذات اللحظة التي تبدأ فيها نشرة الأخبار الرئيسية ، ذات اللحظة التي يكتشف فيها عالم الفيزياء حل معضلته الرياضية ، ذات اللحظة التي يدمر فيها زلزال نصف مدينة ، ذات اللحظة التي يدخن فيها صبي سيجارته الأولى ، ذات اللحظة التي تنسكب فيها علبة طلاء على أرضية الممر ، ذات اللحظة التي يقفل فيها أخوك هاتفه النقال وتنام أختك عميقاً ، ذات اللحظة التي تعد فيها زوجة جارك القهوة لعشيقها ، ذات اللحظة التي تنشر أمك القمصان على الحبل وهي تدندن ، ذات اللحظة التي يتسلى فيها حارس العمارة بقراءة طالعه في الأبراج اليومية ، ذات اللحظة التي تصاب فيها زوجته البدينة بالسكتة وتتدحرج على الدرج الرخامي ،هي ذات اللحظة التي يمضي فيها القطار سريعاً الى محطته ، هي ذات اللحظة التي يسقط فيها جسد امام القطار المنطلق الذي يمضي سريعاً الى محطته ، ذات اللحظة التي يعزف فيها متشرد الأرغن على الرصيف في المحطة ، هي ذات اللحظة التي ينزل فيها المطر ، هي ذات اللحظة التي تفلت فيها الريح المظلة من يد ، هي ذات اللحظة التي يدخن فيها صبي سيجارته الأولي في أحد الزوايا ، ذات اللحظة التي يسأل فيها الغريب عن أقصر الطرق الموصلة للجادة 9 ، ذات اللحظة التي تتأخر فيها سيارة الإسعاف ، ذات اللحظة التي يفتش فيها أحدهم عن زر لثوبه ، ذات اللحظة التي يكمل فيها أحد آخر قراءة فصل من رواية مبتذلة ،ثم يطفأ الضوء.

العالم ليس شاهداً على كوارثك الشخصية
وهي تماماً لا تعنيه
من تظن نفسك !
لتعتقد أنه سيقف ، لحظة تبكي أنت .

٢/٠٥/٢٠١٠

ايفان كارامازوف ..




حين سيهتفُ جميع الأحياء وَ جميع من كانوا أحياء قائلين : ( أنت على حق ٍ يا ربّ وَ قد فهمنا طرُقك ! ) .. سوف تعانقُ الأمّ عندئذ ٍ الجلاّد الذي أمر الكلاب بتمزيق ابنها وَ سوف يقول الثلاثة عندئذ ٍ مِن خلال دموع الحنان ( أنتَ على حق ٍ يا ربّ ) ، ستنجلي عندئذ جميعُ الأسرار وَ سيكون ذلك اليومَ تمجيدُ المعرفة . و لكن ذلك بعينه هو العقدة، لأنني لا أستطيعُ أنْ أقبلَ حلاً كهذا الحل. وَ أنا أسارع إلى اتخاذ إجراءات ٍ ما زلتُ في هذا العالم. قد يحدثُ يا " أليوشا " حين أشهدُ ذلك الانتصار النهائي للحقيقة أو حين أُبعث حيّا لأشهد ذلك الانتصار أن أصيح مع الجميع إذ أرى الأمّ وَ الجلاّد وَ الطفل يتعانقون وَ يتصالحون ( أنتَ على حق ٍ يا ربّ ! ) وَ لكنني لا أريدُ أنْ أفعلَ ذلك عندئذ، وَ أحرصُ على أنْ أحميَ نفسي سلفاً من ذلك الاستسلام، وَ لهذا السبب تراني أتنازلُ تنازلا ً حاسما ً عن الانسجام الأعلى. إنّ هذا الانسجام لا يعادلُ في رأيي دمعة ً واحدة من دموعُ ذلك الطفل المعذّب حتى الموت (...) ، نعم ما من انسجام مقبل سيكفّر عن تلك الدموع ولا بدّ من التكفير عنها، وإلا فلا يمكن أن يقوم انسجام ..


الأخوة كارامازوف - دوستويفسكي

٢/٠٢/٢٠١٠

لص الأوقات الصغيرة للمدينة








من مقدار قبضة ثلج من السنة الماضية

تعصر كتلة من الوحل الأسود

للخواء التام .

لا تستطيع العثور على حجر تركله

لذا تبقي يديك وقدميك في مواضعها

الشوارع مكنوسة جيداً بشكل لم تعد تؤمن لك مأوى

الحافلات لم تعد مزدحمة

لم يعد بمقدورك العثور على الفتاة التي تبيع الأحذية

والسائلة عن احوالك،

أو حتى على الدكان الذي

لم يعد يبيع طعاماً مدخناً بل الهمبرغراللعينة!

كل هذه الأشياء تغيرت

وليس من أحد يكلمكَ

الشقيق الأكبر قصد فيتنام سعياً وراء الثروة

والأخ الثاني لديه عصابته الآن،

الأخ الثالث ذهب ضحية احتيال

الأخ الرابع دهسته سيارة،

الخامس عاد الى الحقل

وأنت لا مكان تقصده.

عام 1968 ولدت هنا

انت ابن مدينة، اخذت على عاتقك بناء حياتك منذ صغرك

لست غشاشاً، لصاً، زانياً، أنت اكثر غفراناً من الراهب

تمر برجال الشرطة، متمهلاً هذه الأيام

لكنهم لا يكلفون أنفسهم النظر اليك

خطاك بدأت تتباطأ، الناس يجرون من حولك ..

طوال الوقت ، تجلس

في الحديقة العامة، السياج يؤلم مؤخرتك

للمرة الأولى تتساءل عن حرفتك المحببة

لا أحد يحتاجك الآن، ولدت في الزمن الخاطئ.


ين ليتشوان