٢/٠٥/٢٠١٠

ايفان كارامازوف ..




حين سيهتفُ جميع الأحياء وَ جميع من كانوا أحياء قائلين : ( أنت على حق ٍ يا ربّ وَ قد فهمنا طرُقك ! ) .. سوف تعانقُ الأمّ عندئذ ٍ الجلاّد الذي أمر الكلاب بتمزيق ابنها وَ سوف يقول الثلاثة عندئذ ٍ مِن خلال دموع الحنان ( أنتَ على حق ٍ يا ربّ ) ، ستنجلي عندئذ جميعُ الأسرار وَ سيكون ذلك اليومَ تمجيدُ المعرفة . و لكن ذلك بعينه هو العقدة، لأنني لا أستطيعُ أنْ أقبلَ حلاً كهذا الحل. وَ أنا أسارع إلى اتخاذ إجراءات ٍ ما زلتُ في هذا العالم. قد يحدثُ يا " أليوشا " حين أشهدُ ذلك الانتصار النهائي للحقيقة أو حين أُبعث حيّا لأشهد ذلك الانتصار أن أصيح مع الجميع إذ أرى الأمّ وَ الجلاّد وَ الطفل يتعانقون وَ يتصالحون ( أنتَ على حق ٍ يا ربّ ! ) وَ لكنني لا أريدُ أنْ أفعلَ ذلك عندئذ، وَ أحرصُ على أنْ أحميَ نفسي سلفاً من ذلك الاستسلام، وَ لهذا السبب تراني أتنازلُ تنازلا ً حاسما ً عن الانسجام الأعلى. إنّ هذا الانسجام لا يعادلُ في رأيي دمعة ً واحدة من دموعُ ذلك الطفل المعذّب حتى الموت (...) ، نعم ما من انسجام مقبل سيكفّر عن تلك الدموع ولا بدّ من التكفير عنها، وإلا فلا يمكن أن يقوم انسجام ..


الأخوة كارامازوف - دوستويفسكي