١٢/١٤/٢٠٠٧

في الأتوبيسات المنطلقة من أنطاكيا إلى اسطنبول .. تعوّدت أن أختار شخصاً مناسباً ، أتقمّص له روح كاتب قصص جوّال يبحث في الإستراحات عن حكايا ضائعة ، أو فنان بوهيمي يريد أن تنتهي حياته بحادث اصطدام .

مــّرة أخبرتُ العجوز ، الذي اخترته ، أنني أبحث عن حبيبة تركتني قبل 5 أعوام و سمعتُ أنها الآن تسكن في الشوارع الخلفية للتقسيم. أشعر كثيراً بالإثارة حين يبدو مأخوذاً و يحوّر تعابير وجهه ليقول بدهشة : " يالها من حــياة " . بعدها .. و بكل ميلودرامية .. و في اللحظة المناسبة تماماً ، أتحدث عن موت أمّي و أنا في السادسة ، فيفتح خزانة عواطفه لي .

في الحقيقة ، حياتي فاشلةٌ تماماً ، و لا يمكن لأحد سواي أن ينظر لها باندهاش و حسد . لكنّ تلك الأرواح التي أتقمصها تساعدني كثيراً على تأجيل فكرة الإنتحار و تجعلني أصدّق ، وهماً ، أنّ حياتي قد تتحول يوماً إلى حياة ..

في الحقيقة أيضاً .. لم تمتُ أمّي و أنا في السادسة

حدث ذلك و أنا في الثانية عشر لكنّ السادسة تبدو لي أكبر تأثيراً .

و هكذا يا إخوتي ، الرتوش البسيطة أثناء الحكي ..

و تقمّص أرواح آخرين ، في علاقة عابرة مع عابرين

لهما سحر لن يفهمه أبداً

من لم يضطر لسرقة حنان الآخرين .

هناك ٤ تعليقات:

friend by the way يقول...

تعرفت عليك صدفة في أحد شوارع التقسيم
ككل الصدف الجميلةالتي تهب علينا،كأن لا شيئ جميل ألا ما تأتي يه الصدف
يبدو أننا أناس محكومون يالصدف أكثر من القوانين
أحب ما تكتب
والله زمان يا معاذ
ايهاب الفلاح

Muath Almashari يقول...

.. الــصّدفة هي ربّة هذا العالم فسبحانها :)

إيهاب ، عزيزي إيهاب .. إلتقينا مرّة لكن إنظر كيف يحضر أحدنا في سياق حديث الآخر .. بواسطة مهنّد و ببركة الصدفة


أنا يسعدني جداً أن تكون محبّا لما أكتب .. و يسعدني أكثر أننا إلتقينا افتراضياً هنا

حفظتك الصدفة يا عزيزي و باركتك كل إحتمالاتها


محبتي

مـ~ـاجدولين يقول...

عليك ان تتصالح

مع

كل أشياء العالم

هكذا شعرت

انك منخور جدا

وفجوتك في اتساع

Muath Almashari يقول...

هــذا العالم أوســع ممــا ينبغي و هذه الذات أضيق مما ينبغي ؛ الأوّل ضــلالـي و الثاني ضــالّتـي .


فــزّاعة طــيور ينخــُرها الغــُبار و الريح ، تحلــُم بـيدين و جيوب .. لتـشتـري طمــأنينة العصافير و الفــراشات ب حَـــبٍّ وَ ورد .

هــل تعاطفت مــرّة مع فــزاعة طيور ؟ هــل لاحــظت عــذابها في الليل حين تــُقفر الـتلال و الأرض و يـبدأ الخــوف و الـقوارض بـ رعــشها ؟


هـل اعتــرفتِ لنفــسك ، مــرّة ، أنك تتعمـدين سـرقة حنــان الآخــرين ؟