٦/١٥/٢٠٠٧

من أيـن يأتي هذا الإغتراب الباهظ الذي يقوّض حامله ؟ و هل في الحياة المنسوجة من صدف كثيرة متّسعٌ للراحة ؟

هل في جوهر الإنسان ما لا يخدع الإنسان ؟

هل يمكن أن يكون تأمل الزمن الآفل .. كافياً للحكم على الأزمان كلها ؟

هل في العودة إلى الزمن الماضي ضمانٌ للسعادة أم أنّ إحتمال السعادة يبقى قائماً حتى بالنسبة لمستقبل عصيّ على التحديد ؟

.... في لحظات العودة إلى الماضي بحثاً عن إجابة لسؤال حاضر هناك شيءٌ ما يجعل من الماضي ، من جديد ، بحثاً عن إجابة لسؤال حاضر ، سؤالاً مرهقاً جديداً .. و في حضور الأسئلة القائلة بالتداعي و الإغتراب و عدم اليقين و في جوّ من اليأس الإنساني و الأسى ، وطيد الجذور ، آثر صديقي الرحيل بعد رحيل أحلامه أكثر من مرّة .

صديقي .. ، حلم ذات مرّة بالإنتصار ، في حياته ، و حصد الخيبة .. إنهزم قبل أن يُهزم .

.. حين أتأمل فيه .. ، في أحلامه و أوهامه .. في صحوته الفاجعة التي تدفع به إلى موت طوعي ينطوي ، ربما ، على انبعاث محتمل .. ، أشفق على هذا الإنسان المخذول الذي يكاد اغترابه الوجودي يتسع لجميع البشر ..و أن يضيق بغرفته الصغيرة .

صديقي مغتربٌ عن حبه الحقيقي الأول ، عثر عليه و أضاعه ، مغترب عن مهنته ، هو مثال للرجل المخذول .. ، مغتربٌ عن المهمّة التي أوكلت إليه ، يتعامل مع بشر يعرف مدى خبثهم و ماديتهم .. ، مغترب عن ذاته .. لأنّه عاش طويلاً على أنصاف الحقائق و أنصاف المواقف ، إنسان منقسم ، إذا نظر إلى ذاته رأى آخر ، و إذا ذهب إلى اتجاه وصل إلى غيره ، فلا هو بالزائف و لا هو بالحقيقي .. على وجهه قناع و على قناعه ما يُشبه الوجه أو يـَلتبس به .

همّه يقود معرفته .. و معرفته غائمةٌ .. مقيّدة الأطراف . حياته إتكاءٌ على البسيط الذي يُصبح مركّباً ، الخير و الشر .. و الهويّة .. و الصفاء الإنساني .. الذي أفقه الوحيد هو الموت .

هناك ١٠ تعليقات:

غير معرف يقول...

لاتدهشني سلبيتك وسوداويتك أبداً لأني وقفت في مكانك وصديقك لسنوات طويلة حتى ظهر ذاك الصديق الصدوق الذي طعنني في الأمام بقوة لأستيقظ!

ربما هذا هو ما يحتاجه صديقك!
أن تدفعه بقوة ليكتشف أن صحوته ليست فاجعه وأنه خذل نفسه بمحض إرادته وهو نفسه الذي سيبعث من جديد عندما يريد!

أتسأل أي نوع من الأصدقاء أنت؟!
أتكون مرآته لتعكس له نصف الحقيقة التي يهرب منها؟
أيعتصر قلبك ألماً لصديق تراه يعثر على حبه الحقيقي ويضيعه ربما كما فعلت أنت؟!
أتأخذ بيده كي لا يصير "وحيداً .. و في أيا الوحدة القاحلة و الانعزال و صعوبة التواصل مع الآخرين .. و الجوع المتعاظم لعاطفة .. ، تجده هذه الصور و تسمم أيّ هدوء ممكن .."
أتبذل كل ما تستطيع لتمنعه من عبور الباب نحو الهاويه وليلحق بقطار الأمل السريع قبل أن ينتهي محطماً غارقاً في الدهشة والوحدة؟!
.....................................
أم أنك ستبارك رحيله وخيبته وموته الطوعي لينضم إليك وتبكيان معاً ملكاً مضاعاً؟!

صديقي...

هو الآن يعيش تلك اللحظة الفاصلة بين الاستقرار والتردي العبثي! أنت وأنا نعلم أن الأشياء الجميلة لا تنتظرنا طويلاً حتى نستجمع الشجاعة الكافية للتشبث بها... فلا تقف مكتوف اليدين تشاهده في غرفته الصغيرة يحتضر بينما تتجاوزه الحياة سريعاً...

فليجتاز صديقك الباب نحو العالم الواسع! كنت خائفاً.. متردداً.. ولكني فعلت يوماً وصدقني ما وراء الباب يستحق كل ذلك العناء..........

Muath Almashari يقول...

إن صار معي في غرفة "الذكريات السوداء " .. هل يقدّم لي ذلك العزاء .. أو قليلاً منه ؟


إجابتي هي : قطعاً لا ..


ثمّ ما الذي تعرفه عن ذلك الأسى الفاجع الناتج عن إتصال الأرواح و انفصالها في آن واحد .. ؟

لا أحد يستوعب الآخر تماماً .. كلّ اتصال يعقبه انفصال .. و كلّ سبل اللقاء تنتهي إلى الفراق .. .

و كما أنّه ، كما جاء في حديثك ، لا وجود إلا بالآخرين .. لا وجود إلا بعزلة داخلية موجعة لا يفعل الآخرون إزاءها شيئاً ..

وجود الإتصال و الإنفصال الإنسانيين لا يمكن التعبير إلا بقول ملتبس .. يمكن اقتراحه و يترك تأويله طليقاً ..

قبل توصيف " صديق" .. نحن بشر يا عزيزي ، قصاصات ورق تذروها الريح الباردة على حدّ تعبير إليوت ..

و لأننا بشر .. فما أملكه مبدئياً هو ذلك التعاطف الصادق و الفهم العميق ل لا معقولية مصائر البشر و إقراري بأنّ طعن انسان ، ليفيق ، أو دفعه للقفز على قطار الأمل السريع .. أن أتجرّد من ضعفي ذات شجن لأقول : لا تنته مثلي .. الحياة جميلة ..! غير ممكن ..

كلمات النصح واضحة ، لكن معنى الكلمات غير واضح ، مشوّه و ممسوخ و هشّ و فاقد لأي غاية


أنا "عدمي " صدقاً .. و لا أريد أن أكون طوق نجاة .. ليس لأني لا أرغب .. و لكن لأني لا أملك ذلك ..

أنا بشر .. يا عزيزي

غير معرف يقول...

كما بدأت تعليقي أكرر أني عرفت تماماً كل الأسى الفاجع الذي تتحدث عنه وربما أسوأ ولسنوات طويلة وكنت مثلك ً أكره سماع ما لا يوافق ما أريد .. ودائما أدافع بأني بشر وأني أعاني و أني و أني......

هل إقتنع الآخرون بحججي كما أردت؟!.......... ربما!
ترى ماذا أعطاني تعاطف الآخرين (الذي اكتشفت لاحقاً بأنه مزيف)؟ لقد خدرني لأواصل سنوات بسنوات أخرى من البكائيات وضياع أجمل سنوات العمر.

هل جعلني ذلك بشراً أكثر من
الآخرين؟!!!!!!!! ............كلا
هل أنا الآن بعدما أصبحت شخصاً مختلفاً تماماً بشراً أكثر منك أو غيرك؟......... بالطبع لا.

فلا تعتقد ولو لحظة إن قدرتك على إستخدام هذه الكلمات البراقة وبراعتك في توصيف صديقك وما تمران به من أزمات يعني أنك تعاني أكثر من الآخرين! ولا تظن أن أولئك الذين لا يشكون ويبكون لا يساوونك يائساً وألماً فلقد ربما يفوقونوك تعاسة ولكنهم ببساطة لم يحظو بتعليمك أو ثقافتك ليتمكنوا من وصف وتسمية الأشياء أو ربما ليس لديهم الوقت الذي ننعم به لنقرأ ونكتب عن الحياة!
هؤلاء يا صديقي مشغولون بعيش تلك الحياة والعزلة بينما نتحدث عنها.

ولمحة من حياتي هي كل السنوات الطويلة التي أضعتها في الشكوى والقناعة بأني وحدي أفهم الحياة ولذلك أعاني!!!! الآن لا أفهم كيف كنت أفعل كل ما أعيبه في الناس! هربت من الحياة إلى أصدقاء مثلي ومنبهات وإستهتار بالوقت والمال ومن حولي وخسارة كل من أراد لي الحياة ........... هذا هو ما دفعني للتعليق على مدونتك فكأني كنت أمام شخصي القديم يتحدث! و لم يكن لإعطاء محاضرة بل لمؤازرة مجرب يتمنى لكما الأفضل.

نعم! ما زالت أحيانا تداهمني تلك العدمية واليأس والعجز لأني بشر. ولكني أهز نفسي بقوة وأبتعد عن كل ما يعزز إحساسي البائس لأني بشر أريد الحياة.

أنت وصديقك لا تحتاجان لبعضكما فقط بل لبشر من نوع آخر، صديق أو قريب يمدك بالقوة للوقوف والنظر بالإتجاة الآخر... شخص يغضبك لأنه يتوقع منك الأفضل الذي تؤمن أنك لا تقدر عليه، يساعدك لإعادة إكتشاف نفسك التي لا تعرفها بعد وتجاوز العقبات التي تقف أمامك بدل أن يخدرك لسنوات أخرى.

أعرف صعوبة الخطوات المهزوزة الأولى ... كم كرهت كل عزيز شجعني على الخطوة التالية ... تراجعت مرات عديدة طالباً أن يتركوني لوحدي... تركني الكثير..... وبقي إيمان شخص واحد بي...... واحد فقط صنع كل هذا الفرق....

أعرف هذا الإحساس باليأس الذي تستلذه ولكنك لن تكون سعيداً بتغيير المكان أو الناس أو الزمان بل بالسماح لنفسك ان تجرب ما تهرب منه .
وقبل أن أتمنى لك حظاً سعيداً دعني أثني على شجاعتك بالاعتراف بضعفك فلو كانت لدي لما تأخرت كل هذه السنوات.......

غير معرف يقول...

والله لا أدري هل نقول جديد بتشجيعنا لبعضنا البعض ؟؟
أم بسكوتنا سنكون أفضل حالا ؟؟
صديقك يشبهك ولايشبهك !!وأنت لاتبحث عمن يختلف عنك تماما
تتلذذ بعناق اليأس وبتوحدك معه وتزداد سعادتك بصديق تدخله دائرة الشك أو اليقين التي تحياها
يريحك أن لاتكون وحيد وأن ترى سذاجات وحماقات ويأس غيرك كي لاتشعر بالوحشه والغربة
تستأنس بما حولك !!وترفض ما حولك !!وتعيش تناقض أن لانفعل ما نقول !!ولانعيش كما نريد ..
تحياتي

غير معرف يقول...

أخي العزيز

أنت وصديقك روحان ميتة في أجساد حية
فلتنضما للحياة والبشر الذين يقاسون مثلكم ويتابعون الحياة لأن لا خيار آخر!

كم أتمنى الأن لو أن أحدهم صفعني وقال لي ذلك قبل فوات الأوان

في لحظة ضعف وهروب وتشويش أيقنت أن ما أضعته بمحض إرادتي كان الصواب
!
مثله كان حبي الحقيقي الأول الذي كان أكثر مما أستحق
واصدقك القول أن لديالآن كل شئ مال مركز وسامة أصدقاء مشغولون كل بحياته ولكني مستعد بالتضحية بكل ما لدي لأستعيد حبي الضائع.
أعتقدت أن أصدقائي سيبقون معي للأبد لنهزأ بالحياة ونندب حظنا العاثر ولكنهم ذهبوا كل في طريقه
لا يهم بأي إتجاه بل المهم أنهم فعلوا ما لم أفعله معتقداً أننا سواء

أصدقائي كانو أصغر مني سناً وعندما
حان أوان خطواتهم الجديدة بدربهم الجديد كان الوقت متأخرا بالنسبة لي
أعني أني قاومت المضي بالدرب الجديد لأنضم لأصدقائي عندما يفعلون هم
لم أدرك انه عندما يحين وقت أحدهم ليتغير احتفالا بحبه الحقيقي أنه ما من شئ أفعله إلا أن أعض أصابع الندم

أرجوك لا تنتظر صديقك ليقف ولا يجب أن ينتظرك هو
فليستعيد حبه بقوة وليعلم ان هذا هو وقته ليخطو لا لينتظر الأخرين
هاأنا ذا أعيش العدم بعينه والوحدة المريرة التي طالما جريت وراءها ولا اعتقد أني أستحق تعاطف أحد فهذه النتيجة المناسبة لحماقتي

أليست سخرية أننا نكرر نفس الأخطاء مدعين بأن لا أحد يشعر بنا؟

تحياتي

Muath Almashari يقول...

يا أصدقاء ..

لتسقط المرايا




الصديق صاحب المداخلة الأخيرة ..



قُلت الكثير من جوامع الحقيقة .. ، إستند على هذا الجدار .. و لنتنادم الحزن


تحياتي لكم جميعاً

غير معرف يقول...

هذا أنا يا صديقي

آه.......منذ كتبت تلك السطور أعيدشريط الذكريات بكل تفاصيله الصغيرة

ذلك الجرح القديم الذي لم ولن يلتئم

أود أن أسقط مرآتي فعلا لأعلن على الملأ قصتي الأليمة

فلتسمح لي!

maria يقول...

رغم زيارتي لك منذ زمن
رغم اني لا اعرفك، واعرفك حد الفجيعه

كان مايوقفني ذاك الانسان المنقسم
الذي اذا نظر الى ذاته راى اخر واذا ذهب الى اتجاه وصل لغيره
شردت كثيراً وتعجبت كيف يمكن ان يكون وجعنا بعيون الاخرين ترف
وكثيراً مانكون نحن الانصاف التي
سئمت مسخها سئمت قناعها ووجوهها
سئمت حتى فكرة الضياع والاغتراب

كيف لي ان الملم كل هذا الحزن وكيف بالجنون ان لايتحرش بي لاكتب لك..وان لم يكن رد

انتظر كلماتك

دمت بحقيقه

Muath Almashari يقول...

نتعاطف مع وجع الآخرين .. نرتاح لمرورنا على فجائعهم ، ليس بالضرورة بسبب مشاعرنا النبيلة أو رهافة الحس بل لأسباب كثيرة لا رغبة بي لسحبها هنا، .. على عكس الفرح الذي أعتقد أنّه لا يخلق عند الآخرين أي أسباب للتقارب ..



"مئة عام من العزلة "
مدينة ماكوندو السحرية و اللامرئية يمكن أن توجد في داخل كلّ منّا .. إن أمكنه،فقط،الوعي بوجودها .. لكن هل فعلاً يمضي الزمن في دائرة مغلقة؟ كما تقول أورسولا العجوز ..

و لماذا يجب أن تصعد ريميديوس الجميلة إلى السماء ،جسداً و روحاً ، في كلّ مرّة أقرأ فيها رواية ماركيز ؟

ألأنها ليست من هذا العالم .. كما هو حال يسوع صاحب المساكين ؟

أوووه .. ماركيز .. ماركيز الذي لن
أسامحه أبداً ..


أعتذر يا صديقتي عن غيابي و تأخّر الرّد .. لزمني الكثير من الوقت و
الرغبة بعد وصولي إلى صنعاء في إجازة لم أنتظرها ، حتى يمكنني القيام بفعل بسيط ك تفقّد بريدي و مدونتي ، التي لا أتذكّرها إلاّ حين يستبد بي البكاء


سأكون صريحاً معك .. أنا أيضاً تؤلمني كلماتي أحياناً ..
أنا .. لا أفترش ظلال الكآبة و الحزن و التوحد تحت شمس هذا العالم اللا معقول ،طوال أيامه أو أيامي ،

لكنّ الأنصاف تلك التي تصنع إنقساماتنا .. في سياق تتاليها ، يحدث أن يسيطر أحدها بفجائعه و ذهوله و بؤسه فيملك أمري ، أو أن يسيطر آخر فيدفعني إلى صدام دام ٍمع كلّ ما يؤرقني و انتفض بجنون..

و تتالي الأنصاف هذا ، يا صديقة ، غير المتواتر أبداً ، و المتجدد باستمرار هو ما يجعلني أفهم بأنّي أستحق الشفقة .. كما آخرون مثلي يعرفون بإنقسامهم


هل يسعدك أن أقول بأنّ نصفاً هادئاً .. مستكيناً و غير كئيب هو من يسيطر عليّ هذه الأيام ؟ :)


أشكر كثيراً إهتمامك .. و مرورك هنا



و كان رد


و انتهى إنتظار .. ليبدأ آخر



و دمت على ما ترغبين

maria يقول...

اديث بياف تقاسمني الكتابةإليك اّلان
هي بمثابة الطاقة لي

اورسولا قد تكون صادقة حين قالت
ان الزمن يمضي بدائرة مغلقه
اليوم بكل مابي اقول انها صدقت ماقالت
ولكن غداً بمزاجي المزدحم لتحقيق حالات انسانيه انشدها لست ادري كيف يصبح جوابي على سؤالك

كنت سأكتب لك اتمنى ان لايستبد بك البكاء
ولكني تراجعت لا لكي نراك هنا فحسب
ولكن لان البكاء حقيقة انسانية مفرحه
بكل مابها من تحريض لحواسنا
البكاء نعمة ادركتها حين عجزت عنها

مصارحتك بأن ماتكتبه يؤلمك كان بمثابة الحقيقة التي عرفت ظالتها
ولكن هل تتفق معي بأن الألم قد يصنع منا انسان نبيل

اخيراً وليس اخراً اقول لك
يسعدني ذاك النصف الهادئ والمستكين الذي يسيطر عليك هذه الايام
لا لشئ ولكن للراحه ولو لوهم
عيشه بكل حواسك لتكتب ..او لتنجو كما يردد احدهم


دمت بافكار لاتجف