لا أستطيع الجزم متى و كيف كانت المرة الأولى التي إلتقيتُ فيها حمد .. على الرغم من تواتر ذاكرة الطفولة عندي و حضورها المستمر في مناماتي و صحوي .
أتخيّل اني اعرفه منذ بدأت وعيي بالأشياء و الأشخاص . و دائماً ما تحضرني تلك اللحظة التي بكينا فيها – انا و هو – طويلاً و نحن نحتضن بعضنا ليلة سفري الى اليمن .. كنتُ في التاسعة حينها على الأرجح .. و هو كذلك .. كانت تلك أوّل مرة أغادره فيها و لا تزال تلك الدموع تذكرني كلّما حاولت ان أفهم ماذا فعلت بنا الحياة بعد كلّ هذا الوقت !
كنّا نسكن في الشقة العلوية من عمارة يملكها والده و يقيمون هم في طابقها الأرضي الواسع . درسنا في نفس المدرسة الصغيرة الواقعة على الطرف البعيد من شارعنا .. كنّا في نفس الفصل .. و طبعاً تشاركنا نفس الطاولة ..
اشتركنا في نفس المعارك الطفولية الصغيرة و رافقنا نفس الأشخاص .. نتبادل الأحذية و القمصان و حتى اننا كنّا نستحم سوية في الغالب .
حتى اليوم لم أشترك مع انسان او اتقاسم معه حياة ً يومية لفترة طويلة كما كنتُ و حمد .. و حتى آخر مرّة قابلته فيها كنتُ أعامل في البيت على أنّي فرد من العائلة كلّما مررتُ عليه .
كانت آخر مرّة رأيتُ فيها حمد في 2004 تقريباً .. كانت ليلة زواجه .. عدتُ بعدها الى اسطنبول لأعود بعد أشهر قليلة و علمتُ انه ذهب ليواصل الماستر في أميركا ، لم أحاول أبداً التواصل معه بعدها لكنني كنتُ أمرّ على بيت العائلة من وقت لآخر .
لا أفهم مالذي حدث ..
و بسبب الدموع التي تمتليء بها عيناي الآن يبدو أنّ حمد لا يزال قادراً على أن يكون أحد أكثر البشر الذين عرفتهم قدرة على إثارة حنيني .
هناك ٣ تعليقات:
هذا أنت يامعاذ ...لم تتغير
الإخلاص ...الوفاء...و رقة المشاعرالتي تحملها في قلبك .. لم تتغير...
حمد آل عامر
نسيت أن أعطيك إيميلي
hamadn17@yahoo.com
هو نفسه الإيميل الذي فتحته من أجلك .. هل تذكر؟؟
اووووووه .. يا حـمد
لا أدري ..يا حـمـد ، لو كنتُ مخلصاً أو وفياً لما كنتُ أحتاج للكتابة هنا باحثاُ عنك :(
أعتقد أنني تغيّرت .. نعم ، و لكن - بعد كل شيء - أنت لا تزال " حــمّودا " بالنسبة لي .. " حــمّودا " أخي .. بعض ٌ مــنّي ..
أذكــُـر .. أنا مـمتن ٌ جداً يا حـمد .. مـمتن ٌ أنك لا تزال تحتفظ به
إرسال تعليق