٣/٠٩/٢٠٠٩

حمَد



 

لا أستطيع الجزم متى و كيف كانت المرة الأولى التي إلتقيتُ فيها حمد ..  على الرغم من تواتر ذاكرة الطفولة عندي و حضورها المستمر في مناماتي و صحوي .

أتخيّل اني اعرفه منذ بدأت وعيي بالأشياء و الأشخاص . و دائماً ما تحضرني تلك اللحظة التي بكينا فيها – انا و هو – طويلاً و نحن نحتضن بعضنا ليلة سفري الى اليمن .. كنتُ في التاسعة حينها على الأرجح .. و هو كذلك .. كانت تلك أوّل مرة أغادره فيها و لا تزال تلك الدموع تذكرني كلّما حاولت ان أفهم ماذا فعلت بنا الحياة بعد كلّ هذا الوقت !

 

كنّا نسكن في الشقة العلوية من عمارة يملكها والده و يقيمون هم في طابقها الأرضي الواسع . درسنا في نفس المدرسة الصغيرة الواقعة على الطرف البعيد من شارعنا  .. كنّا في نفس الفصل .. و طبعاً تشاركنا نفس الطاولة ..

اشتركنا في نفس المعارك الطفولية الصغيرة و رافقنا نفس الأشخاص .. نتبادل الأحذية و القمصان و حتى اننا كنّا نستحم سوية في الغالب .

 

حتى اليوم لم أشترك مع انسان او اتقاسم معه حياة ً يومية لفترة طويلة كما كنتُ و حمد .. و حتى آخر مرّة قابلته فيها كنتُ أعامل في البيت على أنّي فرد من العائلة كلّما مررتُ عليه . 

 

كانت آخر مرّة رأيتُ فيها حمد في 2004  تقريباً .. كانت ليلة زواجه .. عدتُ بعدها الى اسطنبول لأعود بعد أشهر قليلة و علمتُ انه ذهب ليواصل الماستر في أميركا ، لم أحاول أبداً التواصل معه بعدها  لكنني كنتُ أمرّ على بيت العائلة من وقت لآخر .

 

 

لا أفهم مالذي حدث ..

 

و بسبب الدموع التي تمتليء بها عيناي الآن يبدو أنّ حمد لا يزال قادراً على أن يكون أحد أكثر البشر الذين عرفتهم قدرة على إثارة حنيني .

 

هناك ٣ تعليقات:

غير معرف يقول...

هذا أنت يامعاذ ...لم تتغير

الإخلاص ...الوفاء...و رقة المشاعرالتي تحملها في قلبك .. لم تتغير...

حمد آل عامر

غير معرف يقول...

نسيت أن أعطيك إيميلي

hamadn17@yahoo.com

هو نفسه الإيميل الذي فتحته من أجلك .. هل تذكر؟؟

Muath Almashari يقول...

اووووووه .. يا حـمد


لا أدري ..يا حـمـد ، لو كنتُ مخلصاً أو وفياً لما كنتُ أحتاج للكتابة هنا باحثاُ عنك :(

أعتقد أنني تغيّرت .. نعم ، و لكن - بعد كل شيء - أنت لا تزال " حــمّودا " بالنسبة لي .. " حــمّودا " أخي .. بعض ٌ مــنّي ..


أذكــُـر .. أنا مـمتن ٌ جداً يا حـمد .. مـمتن ٌ أنك لا تزال تحتفظ به